إعلان تونس عودة العلاقات التونسية مع سوريا بعد انقطاع لثلاث سنوات، لا يهدف بحسب توضيحات المسؤولين السياسيين في تونس الا لرعاية مصالح الجالية في دمشق. لكن في السياسة فإن استئناف هذه العلاقات يمكن صرفها في نواح عدة، واستفادة النظام السوري منها لشرعنة وجوده بعد سنوات من العزلة وقطع غالبية الدول للعلاقات الديبلوماسية معه.
نبأ عودة العلاقات اعلنته مصادر في وزارة الخارجية التونسية التي قالت انه تم تعيين قنصل عام بدمشق، يدعى ابراهيم الفواري وان العلاقات الدبلوماسية مع دمشق "استأنفت" وأن فريقا دبلوماسيا تونسيا يعمل في العاصمة السورية منذ شهور.
البكوش يمهّد
وسبق لوزير الخارجية التونسي الطيب البكوش ان مهّد لعودة هذه العلاقات حين اكد في وقت سابق استئناف العلاقات القنصلية بين تونس ودمشق مبررا دوافع هذه الخطوة هو الاطلاع على أوضاع الرعايا التونسيين هناك ومساعدتهم إن تطلب الأمر، لان الموظف الاداري برأيه لا يكفي في هذه الظروف، لأن للقنصل صلاحيات أوسع وأشمل مما لدى الموظف الإداري، لافتا إلى أن القنصل يستطيع أن يتخذ قرارات طارئة كعمليات إجلاء الرعايا عند الاقتضاء.
البكوش لفت الى أن عودة العلاقات مع سوريا ستكون بصفة تدريجية حسب تطور الأوضاع المقترنة بتوصل الأطراف المتنازعة في سوريا إلى حل توافقي.
موافقة اميركية
ويُرجع مراقبون قرار تونس باعادة علاقتها الديبلوماسية مع سوريا الى هزيمة الرئيس العلماني المنصف المرزوقي الذي تم اغلاق السفارة في دمشق في عهده مطلع عام 2012. ويقول المراقبون ان استئناف هذه العلاقات من دول تربطها علاقات وطيدة مع واشنطن تعني ضمنا موافقة اميركية على ذلك، مما يؤشر لقرارات دولية لاحقة قد تعيد الشرعية الى النظام السوري ورئيسه لا سيما في ظل الحديث عن مبادرة روسية لاقامة تحالف عربي يجمع السعودية وسوريا والاردن في مكافحة الارهاب.
الجاليتان التونسية والسورية
ويبلغ عدد الجالية التونسية في سوريا حوالي 6000 شخص، بالاضافة الى 3000 مقاتل تونسي انضموا إلى التنظيمات الارهابية. اما عدد المعتقلين التونسيين في سوريا فيقدر بحوالي 43 معتقلا، حسب اعلان السلطات السورية.
كما ان الجالية السورية في تونس تبلغ حوالي 5 الاف شخص، عانت من مآس اجتماعية كثيرة في تونس منذ العام 2012 جراء قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وقد نظمت هذه الجالية الكثير من التظاهرات في الجانبين السوريّ طلبا لاستئناف العلاقات وعودتها الى سابق عهدها.
