Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
زينة الحياة الدنيا
ان يمن الله على اي انسان بالابناء فلتك نعمة لا توصف وقد ذكر الله في محكم كتابه الكريم "المال والبنون زينة الحياة الدنيا". ومن هنا يتوق كل انسان الى تكوين اسرة وتزيينها بالبنين والبنات، وبمتابعة فلذات اكبداه رضعا، واطفالا، ويافعين، وكبارا، وحتى شيوخا. هي سنّة الحياة، حتى هذه الدورة نراها في عالمي النباتات والحيوانات. دورة ارادها الله للانسان ربما ان يعيشها بشعور مختلف كون الإنسان كائن عاقل، وليس أداة أو وسيلة يستعملها الغير، ويتمتع بقيمة مطلقة، فحباه الله بعطاءات تُسعده في هذا الوجود منها الابناء الذين يكونون نتاج زواج يشعر فيه بالسكينة.
ولكن ماذا لو كتب الله على احد عباده بالعقم ولم يشأ ان يهبه زينة الدنيا، وان يجعله وحيدا مقطوع الخلف فيما بعد؟ كيف يمكن لزوجين بنيا جل احلامهم قبل الزواج على الاسرة المكونة من عدد معين من الاطفال، وقالوا انهم سيفعلون لهم ذلك، وذلك، وذلك، ان يتقبّلا واقع مرير وهو عقم احد الطرفين، وعدم قدرته على الانجاب مدى الحياة؟ وكيف يمكن ان يكون التعاطي؟
في مجتمعنا الشرقي، فإن غالبية الرجال الذين ابتلاهم الله بزوجات عقيمة فإنهم يلجأون الى احد الحلين: اما الزواج بثانية مع ابقاء الزوجة الاولى مع ما يعني ذلك من دمار نفسي ومعاناة لها، إما طلاقها والزواج بامرأة اخرى لتكوين اسرة جديدة لا وجع للرأس فيها بوجود امرأتين. وفي الحالتين الزوجة العقيمة هي الضحية وهي التي تخسر اما زوجها، والقبول بواقع امر وجود "الضرّة". والمرأة هنا تدفع الثمن شأنها شأن جميع النساء في عالمنا الشرقي اللواتي تُهضم حقوقهن باسم العادات والتقاليد وباسم الذكورية.
أما في المقلب الاخر، فلو ان المُصاب بالعقم هو الرجل وليس المرأة، لكانت امور كثيرة تبدلت. فلا يعود من حق المرأة البحث عن زينة الدنيا بل يجب عليها ان تقتنع بنصيبها من هذه الدنيا، وان ترضى بزوجها امتثالا للمثل القائل ان الزوج تاج المرأة، واذا ارادت ان تتمرد على هذا الوقع يتم الصاق تهم كثيرة بحقها تصل احيانا الى حد اتهامها بالبحث عن حب اخر، وما الى هنالك من الاتهامات التي تنال شرفها.
ويلجأ بعض الرجال العقيمين الى ارضاء زوجاتهن عبر عطاءات وهدايا، بأن يُرغّبها بالعيش معه مقابل اهداءها منزل او ارض او مبلغ من الاموال فترضى المرأة على مضض راضية بقسمتها ونصيبها وكأن الاموال والاراضي والمنازل تعوّض حرمانها من الامومة، فيما الرجل يستميت من اجل أبوّة لا يعيها عاطفيا بقدر ما يعيها اجتماعيا.
هو ذلك الفرق بين امرأة حُرمت من الامومة ورجل كاد يُحرم من الابوة، ولكن ربما يكون من الاجدى لاي زوجين جمعهما الله برباط مقدس وهو الزواج ان يقتنعا بنصيبهما وبقسمتهما من الله رب العالمين، فإذا كتب لهم البنين فيحمدان الله على ذلك، واذا ابتلاهم بالعقم لأحدهما ان يحمدا الله ايضا، ويُكملان مشوارهما سويا، وان يُرحم من يعاني من  العقم، خصوصا المرأة لا أن يتم زيادة معاناتها بضرة او طلاق فوق بلائها بالعقم.
 
6-8-2015
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع