Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
هذه الدنيا الفانية
بالطبع هم رحلوا. رحلوا الى البعيد. الى عالم لا يُرجى فيه عودة. هم احبائنا، هم اصحابنا اقاربنا، هم اصحاب الروح الذين اختارهم الله ان يُبعدهم عنّا الى رحمته. من منّا لم يفرقه الموت عن شخص احبه سواء قريب او صديق؟ من منا لم يذق ألم الفراق على وداع شخص كان يرجوه عمرا اكبر الى جانبه؟ من منا لم يذرف الدمع على انسان خال ان الموت لن يباغته ليخطفه منه؟
هؤلاء أمواتنا وهؤلاء احبائنا يحتفظون لنا في قبورهم بجزء من ايام قضوها معنا ومن محطات عمرية عاشوها الى جانبنا. هؤلاء يختزنون بعضا من ألمنا من فرحنا من اسرارنا من عشقنا من حبنا، يختزنون جزءا من حياتنا بكل مسراتها وأتراحها.
هؤلاء عندما يموتون أليس من حقهم علينا إحياء ذكراهم في مجالسنا، في اعمالنا الخيرية، في تعبداتنا الى الله، في كل مكان وزمان لا سيما ان كان ذاك الميت تربطنا به صلة رحم؟
الكثيرون اليوم ممن ودعوا ابائهم (سواء الاب او الام) تراهم يتحدثون عن المصيبة وكأنها حدثا عاديا أو كأنهم يذكرون شخصا غريبا مات في بلاد بعيدة. فلا ألم على محياهم، ولا دموع في اعينهم، ولا نبرة حزن في كلامهم. كل ذلك مرتبط بمشاعر نفسية ولا حق لنا بمحاسبتهم عليه وان كان من حقنا استغرابه والاندهاش ازاء رحمة ابناء تجاه اباء ربّوهم صغارا ورافقوهم كبارا ووهبوهم نعمة الحياة.
لكن اليس من المعيب ان لا يستذكر الابناء مثلا الا سيئات ابائهم مع تجاهل كل محاسنهم؟ أليس من المعيب ان يتحدثون عن هذه السيئات امام الغرباء او امام اطفالهم حتى ولو اضحى ابائهم تحت التراب؟ ماذا يريدون من ذلك وماذا سيجنون لقاءه سوى اكتساب السيئات امام الله. ان الله امرنا بستر عيوب الاحياء فهل أحل لنا فضح الاموات بعد رحيلهم خصوصا اذا كانوا اباء؟
يقول بعض الابناء "أي جميل سأذكره لأهلي وهم لم يفعلوا يوما شيئا من اجلنا"؟ قد يكون هؤلاء الابناء محقين من ناحية تقصير بعض الاهل احيانا في تربية الابناء أو تأمين حياة كريمة لهم، لكن يكفي الابناء ان اباءهم وهبوهم الحياة، واغدقوهم بالرعاية وإلا لما اصبحوا كبارا، يكفيهم ان الاباء سهروا ليال بأكملها الى جانبهم، وحرموا انفسهم من ملذات كثيرة رحمة بابنائهم يوم كانوا صغارا. قد يقصر البعض مع اطفاله عندما يكبرون واننا لا نرى ذلك فعلا جميلا، لكن التقصير في الكبر لا يمحو تضحيات ابائنا ونحن صغار يوم كنا لا نرى الامان الا بقربهم، ولا نعرف المودة الا لهم، ولا نرى للحياة طعما جميلا الا بقربهم.
فلكل من ظلمه اهله، او يُحس بأن ابائه لم يُنصفوه يوما ما، او جرحوا مشاعره، أو اخطأوا بحقه او قصّروا تجاهه، لكل هؤلاء نقول من حقكم ان تحملوا عتبا في قلوبكم على من يُفترض ان يكون  اعز من في الوجود، لكن في المقابل تذكروا رحمتهم ورأفتهم بكم وانتم اطفالا صغارا، وتأكدوا ان لولاهم لما كنت موجودون اليوم ولما كبرتم واصبحتم رجالا ونساء فاذكروا محاسن ابائكم وامواتكم اجمعين وتذكروا ان هذه الدنيا فانية لا محالة، وان التسامح فيها اكبر بكبير من الحقد والضغينة، وان الله سيكافئكم على قدر ما راعيتم حق الابوة والامومة وصلة الرحم عموما وحرمة الموت خصوصا.
16-8-2015
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع