Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
الأقصى .. ثقافة حضارية وتاريخ عريق

مشهد ليس بغريب أو جديد  أن يعتصم المجتمع الدولي بفضيلة الصمت وخذلان الذات الحضارية المعاصرة، لا غرابة في شروعه في إبادة سلطة العدل الإنساني، بل لا غرابة أيضاً من محاولاته الدؤوبة لطمس الحقوق التاريخية المدعومة بمرجعيات وثوابت معلناً في تصريح مستتر عنصرية حقوق الإنسان واحتكارها وإعلاء الفروق والتباينات الحضارية وتقديم أبجديات الغطرسة وسيمفونيات الطيش مهما كانت التماسات مع المقدسات الدينية الإسلامية. ولعل من جراء كل ذلك كان الاعتداء بالأمس الدابر على المسجد الأقصى وفرض حصار عسكري عليه وعلى القدس القديمة بإحاطة كلاهما بالمتاريس الحديد وفرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة على الأقصى وباحاته، وربما يكون ذلك هو الجولة قبل الأخيرة أو لعلها الأخيرة في قضية الأقصى بتشعباتها... تلك القضية التي اجتازت مدى زمنياً يتوافق مع بروز مصطلح «ربع الساعة الأخير في تقسيم الأقصى»، وهو ما يزلزل بالضرورة تلك الشخصية العربية الإسلامية ويفجر داخلها سؤال الكينونة الباعث على التحفيز الخلاق في دفع القضية إلى منعطفات أخرى تخرجها من حالة الموات السياسي والاستراتيجي.

فالمشكلات والمعضلات  المتأصلة في الذات الإسلامية هي التي تحجبها عن المغامرة الاستراتيجية بالتواجه مع الجبهات فائقة القوة طبقاً لوضعية التراجع السياسي والاقتصادي والعسكري بالقياس، فالصراعات المعاصرة قد أصبحت في جوهرها تعتمد على الطاقة الفكرية والتخطيط المعرفي الذي ينبثق عنه رؤى كانت غائبة وأفكار مغفلة ونظريات منسية وتحليلات قديمة كانت أو معاصرة لكنها صدقية عليا واتساق مع اللحظة الزمنية وامتداد نسبي مع الأبعاد المستقبلية.

إن الأقصى هو الجرح الغائر في أغوار الذات الإسلامية المنهكة من شتاتها بين تحديات الواقع المعاصر وبين إحياء التساؤلات التراثية القديمة ومحاولات الإجابة عنها، لكن في إطار من الرجعية والرداءة لن يكون شفيعاً يوماً ما في اجتياز أزمات الواقع المتشابك الآخذ في مسار من التعقيد لم يكن مطروحاً عن ذي قبل، فكيف بتلك الذات المتداعية أن تنهض لمواجهة تأزمات لحظية سياسياً واستراتيجياً وثقافياً واقتصادياً وعقائدياً... ذلك هو السؤال المحوري الذي تنطلق من ورائه تساؤلات وتساؤلات تنطوي على جوهر موضوع الأقصى في لحظته هذه ويكتفي منها بالآتي: لماذا لا يمثل تكرار الإعتداء على الأقصى وخزة في الضمير الإنساني باعتباره مقدساً دينياً؟ لماذا استبيحت وانتهكت تلك المشاعر الإسلامية الجريحة لبليون وربع البليون وهم من يمثل أعلى شريحة عقائدية في الكتلة البشرية؟ أليس تأجيج الشعور الديني واختراق ومضات الغضب لتلك الكتلة إنما يعد مؤشراً لإشاعة الرعب بمعانيه المتعددة سياسياً واستراتيجياً وثقافياً؟ ولماذا لم تتحسب القيادة الكونية لذلك؟ أيمثل ذلك هزلاً سياسياً أم أنه يعد استكمالاً لمسار السياسات الهزلية؟

إن السياق الثقافي العربي إنما يمثل عائقاً حاداً نحو تجاوز المشكلات كافة المعرقلة للمسيرة العربية والإسلامية، فتغيير هذا السياق إنما يبدأ بتغيير طرائق التفكير ومحو المفاهيم المغلوطة والإحاطة الدقيقة بتفصيلات التاريخ والوقوف على المغزى والدلالات التي تطرحها اللحظة، بجانب الاستمساك بالمنهجية العلمية وإتقان آليات الحروب الثقافية بما يصل إلى مرحلة الوعي النقدي التي يستطاع خلالها إعادة تأهيل الذات وتتويجها وسط الكيانات الأخرى ثم التنقيب في الذاكرة القومية باعتبارها مفتاح الهوية الذاتية اللازمة لتحديد موضع الأمة في مجرى الزمن ومتطلبات ذلك الوضع.

19-9-2015
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع