ماذا أصابنا ، كيف وصلنا إلى هنا ، ماذا حلّ بنا حتى بتنا نسمع الخبر الذي يُُعتبر كارثة ببرودة أعصاب كأنه لم يحدث أي شيء ...
قُتل مئة شخص بالخطأ في عبوة كانت مُعدة لفلان ، قُتل مئتان ببرميل استهدف شارعا مشبوها بحسب اعتقادهم .. لكن بالحقيقة كل الذين غرقوا بدمائهم هم من المساكين اﻷبرياء .. قُتل خمسون شخصاً بإنهيار عصبي .. غرق قارب صغير وعلى متنه العشرات وليس هناك اية أخبار عن ناجين ...!!
وغيرها وغيرها من اﻷخبار التي ما عادت حتى تؤثر فينا ، وكأننا اعتدنا اﻷمر ، وما عاد الموت ذاك الغياب القاصي ، إنه مجرد مكان آخر قد يكون اكثر رحمة من هذه الحياة المليئة بالصفعات اللئيمة ...
باﻷمس أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قواته قتلت نحو ألفي متشدد داخل البلاد وخارجها ، تزامنا مع انتخابات مصيرية ترسم مستقبل تركيا .
نحن هنا لا نتكلم عن ارهابي او غير ارهابي ، نحن نتكلم عن الموت الذي اصبح مجرد لعبة صغيرة بأيدي الكبار..
وسمعنا عن اعدام العشرات في ليبيا فماذا فعلنا ، في مصر كل يوم ينعق غراب الموت ويغرد ويغني بوم المؤامرات ...
في فلسطين الشهداء يصطادون من قبل المحتل كما لو انهم العصافير ..
ونسمع كيف ان النظام في سوريا يعمل على تطهير البلاد من جميع الناس فيموت بينهم بعض المندسين ، ونسمع الناطق بإسم اﻹرهاب كله داعش ليقول كيف يخطفون المئات ويقومون بتصفيتهم جماعات جماعات ..
وهكذا يستولي الموت على جميع الصفحات ، موت هنا وموت هنا وموت هناك ، ونحن نستقبل الخبر كما لو ان الذين يموتون ليسوا سوى ما نحتاج لنمﻷ كل يوم صفحات الوفيات ... "/