يهرب الكثيرون من بلادهم ﻷسباب كثيرة ، لكن يبقى الهدف هدفا واحدا ، وهو البقاء على قيد الحياة ...
ودائما وراء كل هارب خائف ومهزوم يكون هناك مطارد قوي ومرعب ، فما بالك ان كان المطارد هو الموت ...؟!
لكن في الفترة اﻷخيرة بدأنا نلحظ ظاهرة ليست بجديدة ، لكن تجددت وتكاثرت في هذه اﻷيام ، وهي هرب الشباب من القتال ، بغض النظر إن كان ضد الجيش السوري أو معه ...
وتناقلت اﻷخبار باﻷمس خبرا مفاده ان الأمن التركي ألقى القبض على بعض الشباب السوريين الفارين من مخيم اللجوء حتى لا يتم إجبارهم على الإمساك بالسلاح والدخول إلى سورية للقتال ، وراح السوريون المعتقلون يبكون ويصرخون ويضربون على رؤوسهم بأيديهم معبرين بذلك عن رفضهم الشديد للعودة الى حرب ضاعت هويتها ،وما عادوا يعرفون اولها من آخرها وأسبابها وأبعادها وأهدافها التي باتت لا تنسجم إلا مع مصالح الدول الكبرى التي قد تبذل كل ما بوسعها للحفاظ على وجودها .
خاصة وأن الجيش السوري بدأ عملية واسعة على عدة جبهات في حمص وحلب وحماه واللاذقية بآن معاً، وحقق أرجحية هامة على الجماعات المسلحة وسيطر على العديد من المناطق الاستراتيجية خلال فترة قصيرة، وذلك بدعم جوي روسي. مما تسبب بانكفاء المسلحين ، الذين تراجعوا الى اماكن ليست بعيدة ، ليعودوا بعد فترة صغيرة ليتبادلوا اﻷدوار فيصبح المطارد هو الهارب والهارب هو المطارد ، حيث يبقى الوطن مجرد ساحة واسعة يقول كل واحد فيها حقده على طريقته ... ( بقلم : منال شرف الدين )
