مئات الاف من اطفال جوبا مهددون بالموت جوعا، اوقتلا في ساحات المعارك، في بلد لم تهدأ فيه الصراعات منذ اعلان استقلال جنوب السودان، واستعار هذه الصراعات منذ سنة ونصف تقريبا اذ تدور هناك حربا اهلية.
وكشف طوبي لانزر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان ان طفل من كل ثلاثة يواجه نقصا حادا في التغذية، ويواجه 250 ألف طفل خطر الموت جوعا».
ظروف الاطفال القاسية
لم يكن ما كشفه لانزر عن المجاعة بين اطفال جوبا وليد اللحظة، اذ سبق لتقارير عديدة ان كشفت حجم معاناة الاطفال هناك من تردي الوضع الاقتصادي ومن ظروف الحياة القاسية، مما دفع بكثير منهم سوق العمل في سن مبكرة ليمتهنوا اعمالا شاقة لا تتلاءم مع سن الطفولة.
وكثير من الاطفال في جوبا عملوا باجور بخسة لساعات طويلة لتأمين مصروفهم اليومي بالاضافة الى سداد رسوم دراستهم او مساعدة عائلاتهم التي ترزح تحت الفقر.
مخالفة للمبادئ الدولية لحقوق الطفل
تتعرض جوبا للكثير من الانتقادات الحقوقية بسبب السماح للاطفال بالعمل قبل بلوغهم السن القانوني، واعتبر العديد من الناشطين ان هذا الامر يشكل مخالفة للمبادئ والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية الطفل خاصة في ظل غياب الرقابة القانونية.
وانضمت جوبا، التي نالت استقلالها في العام 2011، الى الميثاق الدولي والإعلان العالمي لحماية حقوق الطفل، لكنها تعاني من مشكلة مؤامة المبادئ الدولية مع القوانين الوطنية المتعلقة بالطفل.
ويقول لانزر ان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يحتاج إلى حوالي 1.63 مليار دولار لإنهاء السنة في مساعدة اطفل جوبا والاسر الفقيرة. وذكر أيضاً بأن ثمانية ملايين من أصل 12 مليون نسمة في البلاد يحتاجون إلى مساعدة، وبأن 4.6 ملايين منهم قد يواجهون نقصاً حاداً على صعيد المواد الغذائية.
تجنيد الاطفال
ومن لم يمت من اطفال جوبا جوعا، فإنه قد يكون على موعد مع الموت في ساحات المعارك التي تضج بآلاف الاطفال التي تم تجنيدهم من قبل قوات الحكومة والمتمردين في الحرب الدائرة بالبلاد.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اعلنت في اذار 2015 أن مئات الأطفال تعرضوا للخطف لتجنيدهم مستندة في اعلانها هذا، على معلومات موثوقة والتحقق من بعض الحالات
وكشفن ممثل المنظمة في جنوب السودان جوناثان فايتش ان الطواقم الميدانية التابعة للمنظمة أكدوا حدوث تزايد في عمليات تجنيد الأطفال من قبل الأطراف الضالعة في الحرب بجنوب السودان.
10 الاف طفل يقاتلون في جنوب السودان
10 الاف طفل يقاتلون في صفوف الأطراف المتحاربة في جنوب السودان، رقم كشفته منظمة اليونيسيف في سبتمبر/أيلول الماضي بينهم حوالي 70% مع الجيش الأبيض، في إشارة إلى قوات المتمردين بزعامة رياك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت الذي قاد انقلابا فاشلا في عام 2013.
الحرب الاهلية
استقبل سكان جنوب السودان عام 2014 بحرب اهلية كانت قد اندلعت في 15 ديسمبر 2013، بين قوات الحكومة والمتمردين بعد نحو عامين على انفصال الدولة الوليدة من السودان بموجب استفتاء على تقرير المصير.
وفشلت الاتفاقيات التي توصل إليها الطرفان في مفاوضات السلام التي جرت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في وضع نهاية للحرب، وسط مخاوف من تحولها إلى مواجهات قبلية بين الدينكا قبيلة سلفاكير والنوير التي ينتمي إليها مشار.
ودفعت الحرب بمئات الآلاف من السودانيين الجنوبيين إلى الدول المجاورة، وتدهور الوضع الإنساني بشكل متزايد لقطاع كبير من سكان البلاد، وازدادت نسبة الفقر، وضربت المجاعة عددا من المناطق.
جنوب السودان في سطور
ولدت جمهورية جنوب السودان ، في 9 يوليو 2011 بعد استفتاء شعبي لسكان الجنوب بالانفصال عن السودان، أعلن عن نتائجه النهائية في فبراير 2011.
تقع جنوب السودان وسط أفريقيا، وتعتبر مدينة جوبا عاصمتها وأكبر مدنها، ومن أكبر مدنها هي واو وملكال ورومبيك وأويل وياي. وتبلغ مساحته أكثر من 600.000 كم مربع تقريبًا.
يمتاز جمهورية جنوب السودان بأنه منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ويعتبر البترول من أهم الصادرات حيث تتركز فيه ما نسبته 85% من احتياطي السودان السابق. وتتركز الثروة البترولية والمعادن في مناطق النوير(بانتيو) والدينكا (فلوج وعداريل الخ).
