إلى أين وصلنا ..
ما الذي حلّ بنا ..
مَن بدّلنا أو مَن استبدلنا بسوانا ..
مََن هذا الذي غسل لنا عقولنا ..
لماذا كل هذا الخوف، لماذا كل هذا التردد ، لماذا كل هذا الجهل ، لماذا لماذ لماذا ...؟؟!!
تقول لي سقط برميل أسدي المصدر على مئات السكان اﻷبرياء ولم ينج سوى الطائرة الحقيرة التي عادت وهي تزأر بسلام ، وكل اﻹرهابيين في المنطقة فأسألك بكل برودة أعصاب عن التالي ...
تقول لي قتل رجل أمه وزوجته وأولاده الستة كي يطمئن عليهم وبعدها رمى بنفسه من أعلى أبراج خيبته ، فأسألك كأنك تحدثت عن قط ماكر عن التالي ...
تقول لي داعش أعدم طفلة بأعوامها العشرة ﻷنه لا حجاب على رأسها ، رأسها الذي عثروا بداخله على بعض النوايا الغير حسنة، بعد أن شموا رائحة عطر باريسي الصنع ، فأسألك شامتا مؤيداً ربما مشجعاً عن التالي ...
تقول لي غرق قارب صغير جداً وعلى متنه عشرات اﻷشخاص ولم يُعثر على أي جثة حتى الساعة ، وقد شوهدت اﻷسماك وهي تنام متخمة على ظهرها فوق وجه الماء ، فأسألك بعد داهمتني فكرة الذهاب لرمي صنارتي عن التالي ...
تقول لي إتفق المختلفون على بقاء اﻷسد رئيسا في المرحلة اﻹنتقالية على ما تبقى من شعبه ، فأسألك بعد التهليل والتصفيق عن التالي ...
تقول لي القدس يُنفذ فيها حكم اﻹغتصاب ليلاً ونهاراً ، فيما العرب ينتظرون اﻷخبار بلهفة كعادتهم فقط ليتفرجوا ، فأسألك بعد شتمهم جميعاً عن التالي ...
تقول لي كلب أجنبي ورث عن صاحبه ثروة بملايين الدولارات ، فأسألك بعد تمنياتي له بالتوفيق عن التالي ..
وحين تقول لي طرده أبوه من المنزل بعد أن قام بعملية تحويل في جنسه ، فأنتفض من مكاني غاضبا ثائرا منتفضا مطالبا سائلا عن الحريات ...هل هذا ما أوصلنا إليه الجهل ، هل هذا ما تبقى منّا ، هل هذه هي اﻷخلاق ، كم أنت مسكين أيها اﻹنسان .. حقاً تبدّلت وتغيرت وتلوّثت كثيراً الحياة ...
وأسقط أنا أرضاً حزناً .. منتفضاً ضد الظلم ليكون التالي على الشكل التالي .. سقط أحدهم على اﻷرض ومات بعد ان اشتعل دمه واحرقه
