فتيات الحجاب، لم يعد يستهويهن شراء ملابسهن من المحال المتخصصة بلباس الحجاب، بعد ان انتشرت ظاهرة "حجاب الموضة" في العديد من المناطق العربية، والتي تقوم على ارتداء الفتاة المحجبة لثياب الفتاة السافرة، ولا يميز بينهما سوى منديل الرأس الذي تضعه الاولى كرفع عتب.
هبة هي واحدة من تلك الفتيات التي تدافع عن لباسها رغم الانتقادات التي تسمعها انّى ذهبت. فهبة هذه الفتاة التي كما تقول تبحث عن الحياة وعن الحبيب وعن الموضة وعن الجمال، لا تستهويها سوى ثياب السافرات، ولا تريد ان تلف جسدها كما تقول بثياب فضفاضة تُخفي مظهرها الانثوي، ويجعلها محط رفض من الشباب على حد قولها.
هبة تسأل "اي شاب يمكن ان يرتبط بفتاة لا تثيره جسديا، لا سيما في ظل موضات الجمال التي انتشرت مؤخرا وباتت تستحوذ حيز واسع من وسائل التواصل التي تستقطب الشباب كثيرا"؟
برأيي هبة ان الموضة تحتم عليها ارتداء هذه الملابس وكذلك البحث عن شريك اخر، من اجل لفت نظره بجسدها المميز برشاقته، وتزيده جمالا من خلال اختيارها المتأني لملابس تُظهر انوثتها.
هل تخجلين من ارتداء هذه الملابس؟ جواب هبة بالطبع لا، وتقول "لماذا عليّ انا ان اخجل من ملابسي فيما يحق للسافرة (من لا تردي الحجاب)، ان تلبس ما تريد؟ ولماذا لا تخجل هي بينما يتوجب عليّ الخجل؟ اذا كان لباسي منافيا للشرع فإن الله هو من سيعاقبني مثلي مثل السافرة وربما انا افضل منها فعلى الاقل اضع غطاء الرأس، ولا شأن للمجتمع بانتقاد هذه الفتاة او تلك.
هبة تعبر بكلامها هذه عن العديد من النساء اللواتي يرتدين هذه الملابس، ورغم ان بعض الفتيات تحاول تبرير اسلوب لباسها بالقول انه "مستّر وشرعي وليس كما تظنون"، الا انها في قرارة نفسها تدرك ان لباسها يتنافى مع ما اللباس الذي امر به الدين.
يقول البعض انه أولى بالفتاة التي تريد ارتداء هذه الملابس ان تخلع حجابها حتى لا تشوه صورة الاسلام.
التبرج والزينة
بالاضافة الى الازياء المثيرة، تجتهد العديد من الفتيات على اظهار اطلالتهن بالكثير من التميز تبدأ بوضع الخمار بطريقة ملفتة، ولا تنتهي عند استخدام احمر الشفاه وطلاء الاظافر الى الكحل و"المسكرة" مرورا بالعدسات اللاصقة وغيرها من اساليب الاثارة، والتي تحول الحجاب معها الى زي للإثارة بدلاً من ان يكون زيا للإسلام.
هبة تقول انها تعمل دائما على تنويع اساليبها الجمالية حتى يرى اي شاب يمكن ان يتقدم لها، تجدداً يقتل ملل عينه.
الحجاب بالمفهوم الديني
لا خلاف بين علماء المسلمين على ان الحجاب الشرعي يجب ان يستر جسد المرأة ما عدا الوجه والكفّين، ويتحفظ بعض العلماء ويحتاطون في وجوب سترهما.
ومن متطلبات الحجاب الشرعي عدم التبرج وخلق الاثارة، فلا تُظهر النساء مفاتن الاجساد ولا جمال الوجه المتبرج بالمساحيق، ولا يديها المزينتين بالاساو وطلاء الاظافر وكل ذلك من اجل ان تخرج المرأة بطريقة محتشمة وبمظهر الانسانة بدلاً من مظهر الأنثى. لكن الحجاب لم يعد في العديد من المناطق العربية يرمز الى هذه الحشمة التي اراد الله ان يميز بها المرأة المسلمة، بل صار هناك تنافسا كبيرا بين الفتيات المحجبات والسافرات على الازياء المثيرة لاظهار مفاتن اجسادهن.
