مرات عديدة تعهد الرئيس النيجيري محمد البخاري بالقضاء على تنظيم بوكو حرام الذي قتل الاف النيجيريين حتى الان، من دون ان ينجح في ذلك، الامر الذي دفعه منذ ايام الى امهال الجيش 3 اشهر للقضاء على الجماعة الارهابية.
فتنظيم بوكو حرام الذي وصل الى دول عدة في افريقيا منها نيجيريا والكاميرون وغيرها، اعلن في مارس الماضي مبايعته لتنظيم "داعش" وزعيمه ابي بكر البغدادي في تسجيل صوتي نسب له ونشر على الانترنيت. وكُتب باللغة العربية على التسجيل المصور “نعلن مبايعة الخليفة على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر”.
أوامر الرئيس النيجيري للجيش جاءت خلال احتفالية لقسم اليمين للقادة العسكريين الجدد الذين قام بتعيينهم الشهر الماضي.
وأعلن قائد الجيش النيجيري في ابريل 2015، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشادي إبراهيم سعيد، على أن الحرب ضد بوكو حرام "أشرفت على نهايتها".
وسبق للرئيس النيجيري ان تعهد لدى تقلده مهام منصبه في مايو الماضي، بالتصدي “وجها لوجه” إلى جماعة بوكو حرام، التي تأسست قبل ست سنوات، اي في ال2009. التعهد نفسه كان قد قدمه في ابريل لدى فوزه بالانتخابات الرئاسية.
كما شدد البخاري بعد تسلمه المنصب بأن نهج حكومته سوف يكون مختلفا عن نهج حكومة الرئيس السابق غودلاك جوناثان في طريقة معالجة المخطوفين وتوعد بالتعامل مع إسلاميي بوكو حرام على أنهم "إرهابيون" مؤكدا أنهم "لا يمتون إلى الدين بصلة".
ضحايا بالالاف
لعل اندفاع الجيش النيجيري الى القضاء على بوكو حرام خلال مدة زمنية محددة بـ 3اشهر، مردّها الى المجازر الارهابية التي ارتكبتها الجماعة بحق النيجيريين ليس اخرها تلك التي ارتكبت في رمضان وسقط ضحاياها بالعشرات. فالجماعة الارهابية اقدمت في شهر رمضان الماضي على مهاجمة المساجد واستهداف المصلين مخلفة وراءها عشرات المصلين القتلى، بالتزامن مع الهجوم على المنازل وقتل النساء اثناء تحضير طعام الافطار. وتم خلال الهجوم ابادة عائلات بأكملها بينهم اطفال. وبلغ مجموع الضحايا حوالي 145 شخصا في ولاية بورنو التي تتعرض باستمرار لهجمات بوكو حرام.
كما ان انتحاري اقدم في نهاية مايو الماضي على مهاجمة مسجد في مدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا مما ادى الى مقتل 18 شخصا على الأقل.
أما عدد الضحايا منذ اطلاق بوكو حرام لعملياتها الارهابية في ال 2009 فبلغت حتى الان بحسب تقديرات منظمة العفو الدولية 17 الف قتيل.
وكثّفت الجماعة الارهابية هجماتها بعد تولي البخاري منصبه رغم الضربات القاسية التي تلقتها. ودعا باستمرار الى التعاون مع الدول المجاورة وهي تشاد والكاميرون والنيجر لمكافحة بوكو حرام.
ورغم توتر العلاقة بين واشنطن والحكومة النيجيرية الا ان مسؤول أمريكي كبير اعلن عن استعداد بلاده لزيادة التعاون العسكري بما في ذلك ارسال مستشارين للمساعدة في تدريب جيش نيجيريا على القتال ضد بوكو حرام.
وفي ابريل الماضي تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جينيف قراراً بالإجماع يدعو الأسرة الدولية إلى دعم نيجيريا بشكل أكبر لمواجهة "بوكو حرام".
التشاد تشارك بالقتال
وتشارك الدول المجاورة لنيجيريا في مكافحة التنظيم منذ يناير من العام 2015، اذ دخلت عشرات الآليات العسكرية التشادية مدينة كوسيري الكاميرونية الواقعة شمال البلاد، للمشاركة في القتال ضد جماعة بوكو حرام التي نفذت هجمات مسلحة في كل من الكاميرون ونيجيريا. وتتألف القافلة العسكرية التشادية من أربعمائة آلية وتضم دبابات ومدرعات والعديد من الشاحنات الصغيرة التي تحمل جنودا تشاديين. ويدعم التشاديون مشاركة جيشهم في قتال جماعة بوكو حرام في الكاميرون ونيجيريا.
