تعز على ابواب التحرير. فالمدينة التي رزحت شهورا تحت سيطرة الحوثيين بدأت تتنفس الصعداء مع تقدم المقاومة اليمنية داخلها والسيطرة على أكثر من 90 في المائة من المدينة وعلى عدد من المواقع المهمة بينها مبنى محافظة تعز ومقر الشرطة العسكرية، ومؤسسة الجمهورية للصحافة، وقصر صالح، ومبنى التموين العسكري في حي الجحملية الذي يعد من أبرز معاقل الحوثيين في المدينة.
كما تم السيطرة على "قلعة القاهرة" أحد أهم المواقع العسكرية في المدينة والتي اتخذها الحوثيون وحلفائهم حصنا لهم واستهدفوا المدينة من خلالها. كما نجحت المقاومة بقطع طريق الامدادات على الميليشيا من ناحية الشرق والغرب. أما القصر الجمهوري فبات محاصرا عسكريا، فيما سقط جهاز الأمن السياسي في حي صينة والذي كان يتمركز فيه قناصة حوثيون بيد المقاومة. هذا التقدم العسكري لقوات هادي تزامن مع تسليم العديد من الحوثيين انفسهم للمقاومة.
ويعتزم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تعيين محافظ للمحافظة حيث من المرجح ان يتم اختيار أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري عبد الله نعمان القدسي لشغل هذا المنصب. وقد اجرى هادي اتصالا بنعمان مساء السبت هنأه فيه بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني الموالية للشرعية، والمقاومة الشعبية على المليشيا الحوثية وصالح الانقلابية.
سقوط المدينة
وكانت مدينة تعز سقطت بيد الحوثيين في مارس الماضي وأحكموا قبضتهم عليها وأنشأوا نقاط تفتيش في بعض أنحائها. واطلق الحوثيون النار على اي متظاهر ضدهم وفرضوا وضعا بائسا على المدينة طيلة سيطرتهم عليها كما فرضوا الحصار في ابريل الماضي على المحافظة التي تعد أكبر المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكنية، إذ يتجاوز عدد سكانها أربعة ملايين نسمة، فخيم شبح المجاعة على المحافظة بسبب الحصار والحرب، بعد ان اختفى القمح والطحين من المدينة، وكذلك الماء بالاضافة الى انقطاع الكهرباء عنها بالكامل.
وفي رمضان الماضي اطلق ائتلاف الإغاثة الإنسانية في المدينة صرخة تحذير من حدوث مجاعة انسانية في المحافظة.
ويحتاج حوالي 3 ملايين ونصف من ابناء تعز الى مساعدات اغاثية عاجلة، ونزح حوالي 70% من سكان المدينة نحو الارياف عند ذويهم واصحابهم وتقاسموا معهم البيوت في مشهد تكدس فيه العشرات داخل المنزل الواحد.
أما مياه الشرب فعانت منها المدينة وافتقر اكثر من مليون ونصف شخص في المحافظة لتلك المياه، وشهدت ارتفاعا جنونيا للاسعار ابان سيطرة الحوثيين واختفت المشتقات النفطية من المدينة. وزاد الوضع بؤسا تكدس النفايات على الطرق وفي الشوارع منذ بدء الاحداث وتم تقديرها بحوالي 27 الف طن.
من جهة ثانية لم يوفر الحوثيون احدا من رصاصهم فعمدوا طيلة الفترة الماضية الى قصف المباني والأحياء السكنية قصفا عشوائيا بالأسلحة الثقيلة دون تمييز بين هدف عسكري ومبنى سكني ومشفى مما ادى الى سقوط العديد من الضحايا.
وسبق تحرير تعز تحرير عدن عشية عيد الفطر، الذي اعتبره الكثيرون انه خطوة كبيرة تجاه استعادة كامل اليمن بحسب اعلان العديد من المسؤولين اليمنيين والعرب.
واعلنت الحكومة اليمنية عقب تحرير عدن ان عودة الشرعية إلى مدينة عدن هي بداية لتحرير باقي المدن اليمنية.
