ثمة رابح واحد سيكون في سوريا.. يقابله عدد لا يستهان به من الخاسرين .. لكن ماذا لو خسر الرابح بعضا من رهاناته ، ماذا لو تراجعت بعض أحصنته ، ماذا لو تبدلت وتبعثرت بعض حساباته ...
نعم ثمة رابح واحد ولا يفوز إلا بهزائمنا وهو إسرائيل ... وإسرائيل قلقة جدا ﻷن الأوضاع تتجه لتكون أكثر تعقيداً نسبة لتوقعاتها ورهاناتها ، فدخول العامل الروسي العسكري المباشر، وبالحجم المقدّر أن يصل اليه، من شأنه التأثير سلباً على خيارات تل أبيب وإمكاناتها اتجاه الساحة السورية وتموضع أعدائها فيها.
وتعتبر زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لموسكو في سياق البحث عن اﻹطمئنان الذي كثيرا تحتاجه بلاده في هذا الوقت بالذات ...
وربما التنسيق والتعاون المباشر والميداني، بين الروس والايرانيين والجيش السوري وحزب الله مع الامكانات العسكرية والتقنية الهائلة التي قد تتوافر لأعدائها يجعل اسرائيل تعيد النظر في الكثير من حساباتها ..
فتل أبيب تدرك جيداً أنّ التدخل العسكري الروسي في سوريا هو أكبر بكثير من قدرتها على مواجهته، خاصة أن أميركا نفسها التزمت الصمت بل وباركت بهذه ما الخطوة التي قد تكون بداية تحول في تركيبة المنطقة .
ومع فقدان واشنطن للحماسة والرغبة في مواجهة موسكو، بل وربما أيضاً مجاراتها ..
لا يبقى أمام إسرائيل إلا التعايش مع الواقع الجديد، ومحاولة الحدّ من تداعياته السلبية على أمنها..
وهذا أقل ما يمكن ان تقوم به بعيداً عن الحسابات اﻷخرى ، مثل تطور حزب الله بشكل خاص بعد خوضه اشرس حرب قد يكون لها دورها ﻷن يصبح اﻷقوى على أرض الواقع ...
