Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
لماذا غاب الخلاف الخليجي القطري عن قمة الكويت؟

 

ان الخلافات في وجهات النظر بين دول الخليج حول قضايا عربية ليست جديدة، كما ان وجود مشاكل وازمات حدودية ليس جديدا ايضا، ولكن ما هو الجديد العلاقات المتوترة بين دولة قطر ومعظم الدول الاعضاء في المجلس على ارضية دعم الاولى لحركة الاخوان المسلمين وخلاياها في الخليج خاصة، واستضافتها، وتجنيسها، لعدد من المعارضين الخليجيين ورفضها طلبات من دولهم بتسليمهم.

الدورة الـ25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة هي أول اجتماع عربي على هذا المستوى، منذ قيام كل من الرياض وأبوظبي والمنامة بسحب سفرائهم من الدوحة، مطلع آذار الجاري، بدعوى عدم التزام قطر ببنود اتفاق خليجي يقضي بعدم التدخل في الشؤون الدول الأخرى الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي.

القمة التي عقدت لم تتطرق إلى ملف الخلافات بين كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جانب، وقطر من جانب آخر، إلا أن هذا الملف فرض نفسه بقوة على أروقة القمة، فالخلاف القطري مع دول خليجية اخرى على ارضية دعم سلطات الدوحة لحركة الاخوان المسلمين برز القضية الاسخن التي سيبحثها الوزراء خاصة بعد اتهام قطر من قبل شقيقاتها بعدم الايفاء بتعهداتها بوقف دعم الاخوان وايوائهم وتجنيسهم وتسليم الخليجيين منهم، في حين ادانت محكمة اماراتية عدة مواطنين اماراتيين ومواطن قطري بالانتماء لحركة الاخوان المسلمين والتآمر لزعزعة استقرار البلاد.

وحسب مصادر متعددة شهد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون السابق الذي انعقد في الكويت برئاسة اميرها الشيخ صباح الاحمد قبل ثلاثة اسابيع “ملاسنة” ، بين الشيخ تميم بن حمد امير دولة قطر والامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي على ارضية هذا الخلاف تدخل امير الكويت بدبلوماسيته لانهائها، ولكن النار ظلت تحت الرماد.

بدوره، انتقد امير قطر الشيخ تميم الذي حرص على حضور الاجتماع بدعوة من نظيره الكويتي بهدف ترطيب الاجواء والاجابة على بعض انتقادات جيرانه لسياسات بلاده،عدم ثقة المسؤولين الخليجيين بالخطوات القطرية التي تسعى لصالح الخليج، وطالب الامير سعود الفيصل بتقديم ادلة على اتهاماته وبلاده لقطر بالعمل ضد مصلحة اشقائها، وعدم ايفائها بالتزاماتها تجاه ما يتم الاتفاق عليه.

بالمقابل، قدم الامير سعود الفيصل العديد من الادلة على شكل قصاصات من صحف عديدة، فما كان من الشيخ تميم، وحسب رواية لشخص مقرب من القيادة القطرية ل ”راي اليوم” ان قال له ان هذه قصاصات صحف لا يعتد بها، قدم لي ادلة رسمية اذا كان لديك ادلة فعلا”.

هذا الكلام اغضب الامير سعود الفيصل الذي قال وحسب مصادر سعودية ان لدى المملكة العديد من الادلة الرسمية، وانه شخصيا اطلع عليها، وان الثقة بالمسؤولين القطريين معدومة بالنسبة اليه، ولذلك لن يقدم هذه الادلة حتى لا يكشف مصادر معلوماته لهم.

ان تفجير البحرين تطور خطير لا يجب التقليل من اهميته، وربما يفسر على انه دليل اضافي على فشل الحلول الامنية في ظل غياب الحلول السياسية للازمة في البلاد فالانحياز الاكبر والاهم الذي حققته دول مجلس التعاون جميعها هو تحقيق الاضطرابات السائدة في معظم الدول العربية الاخرى، ومن المؤكد ان هذه الدول، وحكوماتها، ستكون امام تحد امني خطير قد يهدد هذا الانجاز اذا ما تكررت ظاهرة تفجير البحرين فيها او بعضها. خاصة ان هناك خلايا نائمة في وسطها تنتظر التعليمات للتحرك بالطريقة نفسها، وربما بما هو اخطر.

فمن الطبيعي أن تتبادر الى كل من المحلليلين والمفكرين والمتتبعين للمستجدات في الاونة الاخيرة للخلاف الحاصل  لماذا غاب ملف الخلاف الخليجي القطري عن قمة الكويت؟وما هي تداعياتها وتأثيراتها على وتيرة العلاقات فيما بينهم؟وهل تم انتزاع الثقة من قطر؟من هو المستفيد الاول من هذه الازمة؟ وهل هناك بوادر لحل الخلاف المستجد أم ان عاصفة الخلافات مع قطر ستهدد مجلس التعاون الخليجي؟

وتباينت آراء السياسيين والمراقبين المشاركين في الدورة الـ25 للقمة العربية بشأن السبب الحقيقي وراء عدم طرح هذا الملف "الشائك" على جدول أعمال قمة الكويت، حيث شدد وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، على أن الأمر متروك للمناقشة داخل البيت الخليجي.

وعبر رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" السودانية، أحمد الطيب البلال، عن اعتقاده بأن طرح هذه القضية على القمة العربية يعني فشل هذا التجمع الإقليمي (مجلس التعاون الخليجي) في حل الخلافات ما بين أعضائه، وعادةً ما يسعى الخليجيون لحل خلافاتهم داخل بيتهم.. دون نقل الملف إلى القمة العربية."

وأضاف البلال، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن "مستوى تمثيل الدول الخليجية في قمة الكويت، يعكس مدى عمق هذه الخلافات، كما عبر عن اعتقاده أنه إن لم تكن هناك خلافات بين قطر من جانب، وبعض الدول الخليجية الأخرى من الجانب الآخر، لكان مستوى التمثيل أرفع مما رأيناه.

أما أسامة عجاج، مدير تحرير صحيفة "الأخبار" القاهرية فأكد أنه كان هناك اتفاق على مستوى وزراء الخارجية، وعلى مستوى المندوبين، على عدم طرح هذا الموضوع على القمة باعتباره شأناً خليجياً، يستطيع قادة الخليج تسويته داخل البيت الخليجي، لافتاً إلى أن هناك جهد خليجي يتم بذله من جانب الكويت وسلطنة عًمان لإنهاء هذا الخلاف، بعيداً عن تعقيد الموقف العربي، الذي لا يحتمل مزيداً من التعقيد.

ووصف عادل درويش محلل الشؤون البرلمانية في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي تتولى بلاده رئاسة القمة العربية، بأنه "صاحب الخبرة الأكبر بين الزعماء العرب في المجال الدبلوماسي، والإدارة السياسية والإقليمية والعالمية.

وأضاف درويش، في تصريحاته لـCNN بالعربية، أنه إذا ما شعر الشيخ صباح بوجود إمكانية لحل الأزمة الخليجية خلال القمة هذه، فإنه سوف يعمل على تسويتها، أو قد يؤجلها إلى وقت لاحق، لحلها داخل إطار مجلس التعاون الخليجي، أو بشكل ثنائي.. أما إذا لم يستطع حلها، فإن مدتها قد تطول لأكثر من 30 عاماً.

من جانبه، قال الإعلامي البحريني بصحيفة "الوطن"، هشام الزياني، إن سبب عدم مناقشة القمة الخلافات الخليجية، خصوصاً بين قطر من جهة، والإمارات والسعودية والبحرين من جهة، هو التركيز على القضايا العربية"، فيما قال الصحفي اللبناني، أحمد البوز، إن "الأزمة الخليجية سوف تُحل بين الكواليس، وليس أمام العلن.

الاتهامات الموجهة لقطر تجاوزت تعاونها الوثيق مع واشنطن وطهران، فيوم 6 مارس 2014 تحدث العميد خالد عكاشة الخبير الأمني المصري، عن بعض الأسباب التي تقف وراء قرار سحب السفراء، وقال: قطر سربت أسرار وتفاهمات خاصة بمجلس التعاون الخليجي إلى بعض الأطراف الخارجية، يأتي في مقدمتها الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل وإيران، موضحا أن هذا هو سبب إشارة البيان الثلاثي بأن قطر قد أضرت بمجلس التعاون الخليجي.

واعتبر عكاشة أن قرار سحب السفراء، يضع قطر في موضع انتباه من أن دورها الداعم للإرهاب وتورطها في احتضان عناصر إرهابية على أراضيها، وتقديم الدعم المادي واللوجستي للجماعات الإرهابية عبر تنظيم لقاءات مخابراتية ليست فوق مستوى الشبهات في ليبيا وتركيا وتونس، لبحث سبل تقديم الدعم لهذه الجماعات، يحكم عليها بالعزلة في محيطها الحيوي الإقليمي، مشيرا أنه لأول مرة أن تصدر قرارات بهذا المستوى في وسط الجزيرة العربية.

كما أكد أن معظم الدبلوماسيين رفيعي المستوى الذين تواصل معهم، أكدوا جميعا له أن الهجوم الذي شنه حلف شمال الأطلسي "الناتو" على ليبيا في 2011، كان بمصاريف قطرية كاملة، منوها أن شيوخ قطر هم من كانوا يديرون بالنيابة الهجوم على ليبيا من خلال حلف "الناتو".

وبالنسبة للغرب، فإن هذا التطور الأخير في السياسات الساخنة في المنطقة يقسم حلفاء مقربين فى وقت حرج للغاية. أن الانقسام والخلاف مع قطر يجعل من الصعب على الغرب الآن العمل معهم كجماعة واحدة حول الاهتمامات المشتركة.

من جانبه ، توقّع مسؤول كويتي اتخاذ خطوات إيجابية على طريق حل الخلاف القطري مع السعودية والإمارات والبحرين، تتضمن عودة سفراء هذه الدول إلى الدوحة، بعدما سحبت الرياض وأبوظبي والمنامة سفراءَها من الدوحة في (مارس) الماضي، احتجاجًا على ما وصفته بتدخل قطر في شؤون دول الخليج الداخلية، على خلفية ما أظهرته التحقيقات من تورط قطري في انفجارات بالعاصمة البحرينية.

وكان التحرك غير المسبوق في تاريخ مجلس التعاون الخليجي لحل هذه الأزمة دليلاً على حدة الخلافات بين الدول الأعضاء في هذا المجلس، خصوصًا بين السعودية والامارات من جهة، وقطر من جهة أخرى، التي شهدت تصاعدًا في توترها على خلفية الخطب النارية التي ألقاها الشيخ يوسف القرضاوي من منبره بالدوحة، وشكوى مسؤولين خليجيين ومصريين من قناة "الجزيرة" الإخبارية وتغطيتها للأحداث في مصر، ومن دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها القاهرة والرياض جماعة إرهابية.

وتوقع خالد الجارالله، وكيل وزارة الخارجية الكويتي، في تصريحات صحفية الأربعاء، اتخاذ خطوات إيجابية جدًا في المستقبل، تتضمن عودة السفراء الخليجيين المسحوبين إلى الدوحة، بحسب ما أوردته تقارير صحفية، معربًا عن أمله في بدء حصول هذه الخطوات في الأسبوع الحالي.

وكانت قطر قد رفضت في وقت سابق مطالب الدول الخليجية الثلاث بتغيير سياستها الخارجية، قائلة إن استقلال سياستها الخارجية غير قابل للتفاوض.

إلا أن التفاؤل لا يزال سابقًا لأوانه الآن، فالسعودية لا تزال تؤكد أن لا مكان لأي وساطة مقبولة لإعادة المياه الخليجية مع قطر إلى مجاريها، طالما لم تنفذ الدوحة ما التزمت به قبل قمة الكويت العربية.

ومع تمسك قطر بموقفها، قد تجد الوساطة الكويتية عقبات كبيرة، عجز عن تذليلها الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى الرياض، والتقى فيها بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.

ويبقى السؤال هل باستطاعة مجلس التعاون الخليجي فضّ الخلاف الحاصل بين الدول الاعضاء فيه؟أم هناك مخطط ينفّذ وراء الكواليس؟

 

 

12-4-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع