يبدو أن الديمقراطية في هونغ كونغ معزولة عن الممارسة وأسيرة قضبان وراء السلطة، يبدو أن المشهد المتمثل في الانفجار الشعبي يحدثنا عن معاناة طال أمدها، ويحدثنا على كبت اجتماعي مزمن الحال، تطور على اثر قرار صيني يحد من خيارات الناخبين في انتخابات ممثلي السلطة التنفيذية.

المتظاهرون يطالبون بالديمقراطية، ويحتشدون في شوارع هونغ كونغ يحدثونا عن مطالبهم بشعارات سلمية مم بالتزامن مع ذكر الاحتفال بتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

والانباء الواردة من هناك تدل على اتساع رقعة التظاهرات حيث وصلت الى أماكن جديدة ويطالبون باحتلال اجزاء من المدينة، وقد طالب رئيس الحكومة في هونغ كونغ بإنهاء المظاهرات فورا، إلا أن الناشطين واصلوا الاحتشاد وسط المدينة، تترافق مع مخاوف من أن تستخدم الشرطة القوة قبل الاحتفالات اليوم بتأسيس الحزب الشيوعي الصيني عام 1949. وحث زعماء الاحتجاج الحشود على عدم عرقلة مراسم رفع العلم الصيني في ميناء فيكتوريا.

وكانت شرطة مكافحة الشغب في هونغ كونغ قد لجأت في وقت سابق إلى مسحوق الفلفل لتفريق محتجين حول مقر الحكومة، السبت، الأمر الذي زاد الأمور تعقيدا، خاصة قبل اعتصام يعتزم المطالبون "بالديمقراطية" تنظيمه احتجاجا على قبضة بكين الصارمة على هونغ كونغ.

وقد حث ليونغ تشون ينغ الرئيس التنفيذي لإقليم هونغ كونغ، الأحد الماضي، مواطنيه على عدم المشاركة في الاحتجاجات "غير المشروعة"، بينما أغلقت الشرطة شوارع المدينة بالحواجز لتمنع آلاف المحتجين الذين يطوقون مقر الحكومة من المضي في خطة لإغلاق قلب هونغ كونغ المركز المالي العالمي.

وامتدت الاحتجاجات من أربع مناطق رئيسية إلى منطقة تسيم شا تسوي التجارية التي يرتادها الزوار الصينيون من الجانب الآخر للميناء. وتزخر المنطقة بحركة التجارة في العادة في العيد الوطني. وتأثر أجزاء كبيرة من المركز المالي الآسيوي بالشلل جراء هذه المظاهرات فأعاقت الأعمال بدءا من البنوك وحتى متاجر الحلي.

واحتشد مئات المتظاهرين أمام الفنادق الفاخرة وأقاموا حواجز متنقلة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم تأهبا لاشتباكات محتملة مع الشرطة التي انتشرت بأعداد قليلة في معظم مناطق هونغ كونغ.

وقد ساهم تطبيق مجاني للتواصل في دعم المتظاهرين في هونغ كونغ لمواصلة احتجاجاتهم المطالبة بالديموقراطية، خصوصا أنه قادر على العمل في ظل عدم وجود شبكة محمول أو اتصال بالإنترنت.

وعلى صعيد متصل قررت الصين تشديد الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل لا سابق له محاولة فرض عبارة "المتطرفين" الذين ينتهكون القانون لوصف الشبان المؤيدين للديمقراطية ويتظاهرون في شوارع هونغ كونغ.

وما زال ملايين الصينيين -في البلد الأم- يجهلون وجود احتجاجات في هونغ كونغ تطالب بانتخاب حاكم المدينة بالاقتراع المباشر والحر دون أي قيود العام 2017 وكان تطبيق إنستغرام لتداول الصور من ضحايا تشديد الرقابة لينضم إلى مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب.

وقد دعا رئيس الحكومة في هونغ كونغ، الثلاثاء ، المحتجين المطالبين بمزيد من الحرية إلى إنهاء التظاهرات "فورا" بعد مضي ثلاثة أيام على انطلاقها في وسط المدينة المالي.

وطالب وزير الخارجية الصيني وانغ يي الدول الأجنبية بعدم التدخل في هونغ كونغ ردا على تعليقات الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في المنطقة الخاضعة للوصاية الصينية. بعدما أبلغه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الاحتجاجات فى هونج كونج وحث على حل سلمى للمشكلة.

وتعد هذه الاحتجاجات الأسوأ في هونغ كونغ منذ أن استرجعت الصين المستعمرة البريطانية السابقة عام 1997، وتمثل أحد أكبر التحديات السياسية أمام بكين منذ أن قمعت احتجاجات تطالب بالديمقراطية في ميدان تيان آن مين ببكين عام 1989.