يبدو أن الحرب التي يقودها التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ستكبّد العالم تكاليف باهظة، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن تكلفة القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا منذ بدء الضربات الجوية في الثامن من آب بلغت حوالي 424 مليون دولار. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن القتال يكلف نحو 7,6 مليون دولار يوميا.

وأضاف كيربي أن الضربات الأميركية حول مدينة كوباني - عين العرب إلى جانب ضغط المقاتلين الأكراد السوريين على الأرض ساعدا في منع مسلحي التنظيم من الاستيلاء عليها، لكنه حذر من أن سقوط البلدة ما زال ممكنا رغم المساعدة الأميركية.

كما أكد أن الضغط المتواصل من الجو والضغط على الأرض من هذه القوات الكردية فعل الكثير لمنع تنظيم الدولة الإسلامية من الاستيلاء على البلدة بالكامل، متابعا: "لا يعني ذلك أن هذا يمكن أن يشير إلى النجاح".

من جهة أخرى، استولى تنظيم "الدولة الاسلامية" على أسلحة وذخائر ألقتها طائرات التحالف الدولي لمساعدة المقاتلين الاكراد في دفاعهم عن مدينة عين العرب السورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان ان مظلتين تحملان "اسلحة ومواد طبية سقطتا عند أطراف مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة عين العرب" الحدودية مع تركيا والمعروفة باسم كوباني بالكردية.

وأضاف: "تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من سحب أحداها، فيما تضاربت المعلومات حول المظلة الثانية وما اذا كانت دمرتها طائرات التحالف العربي الدولي ام ان تنظيم  الدولة الاسلامية تمكن من سحبها أيضا".

كما أشار الى ان هذه الامدادات قدمتها سلطات اقليم كردستان في العراق، وهدفها "اتاحة استمرار التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الاسلامية السيطرة" على المدينة.

وفي وقت لاحق، اعلنت القيادة في بيان ان مقاتلات التحالف دمرت امدادات سقطت خطأ على مشارف المدينة خشية وقوعها بيد تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف بدلا من المقاتلين الاكراد.

وقد أعلن البنتاغون أن طيران التحالف الدولي شن خلال الساعات الـ24 الأخيرة 12 غارة جوية ضد مسلحي "داعش" في العراق، ما أمكن من صد هجومهم ضد سد الموصل. وأشار العقيد ستيفن وارن، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إلى أن تقدم المسلحين نحو السد تم صده بمشاركة القوات العراقية.

ويعد سد الموصل الواقع على نهر دجلة شمال العراق موقعا استراتيجيا استولى مسلحو "الدولة الإسلامية" عليه في 7 آب الماضي، قبل إستعادة قوات البيشمركة الكردية له أواخر الشهر نفسه.

من جهته، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن "تقديم الولايات المتحدة الأميركية مساعدات لمسلحي حزب العمال الكردستاني "PKK" والاتحاد الديمقراطي "PYD" أمر غير مقبول من جانبنا، وما نستطيع أن نوافق عليه من وجهة نظرنا هو التعاون مع الجيش السوري الحر والتعاون مع قوات البيشمركة بالشكل الذي تم".

وفي اتصال هاتفي مع نظيره الاميركي باراك أوباما، اشار أردوغان الى أنه يجد صعوبة في فهم "السبب الذي يجعل من كوباني بلدة إستراتيجية بالنسبة لاميركا، خاصة وأنه لم يتبقَ في البلدة أيّ من المدنيين؛ حيث غادرها سكانها الـ 200 ألف نسمة وعبروا إلى بلدنا، وهم الآن باستضافتنا".

ولفت الى أن "كوباني تحتوي الآن على ألفي مقاتل، لم يقولوا نعم لمسألة عبور قوات البيشمركة في بادئ الأمر، أما الآن فجزء منهم فقط يقول نعم، وبالمقابل، قلنا لهم حسناً سنقدم لكم المساعدة"، معتبرا أن "الولايات المتحدة أخطأت باسقاط أسلحة جوا للمقاتلين الأكراد".

هذا وفي وقت سابق، أكد شهود عيان أن غارات جوية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن قضت على نحو 25 من مسلحي "الدولة الإسلامية" قرب مدينة بيجي في العراق.

ونقلت وكالة "رويترز" عن الشهود أن التحالف شن سلسلة من الغارات استهدفت بلدة الصينية غربي بيجي. من جانبه، أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين بأن أكثر من 40 مسلحا ينتمون للتنظيم سقطوا بين قتيل وجريح في غارات جوية استهدفت قاعدة جوية في بلدة الصينية، التي يتخذها تنظيم "داعش" مقرا له.

إعداد: كريستال النوار