على وقع التنديد الدولي، والتأكيد الغربي بعدم الإعراف بنتائج الإنتخابات، توجه الناخبون الأحد في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا، للتصويت لاختيار رئيسيهم وبرلمانييهم في اقتراع يلقى دعم موسكو.

وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش في الجمهوريتين اللتين أعلنتا من جانب واحد، وتأمل كل منهما في تشكيل "حكومة شرعية" والابتعاد أكثر فأكثر عن كييف. وتنافس في الإنتخابات 3 مرشحين على منصب الرئيس في دونيتسك و4 مرشحين على منصب الرئيس في لوغانسك.

واصطف آلاف الناخبين أمام مراكز الاقتراع في انتظار الإدلاء بأصواتهم، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

ولم تشارك أي منظمة دولية في الإشراف على هذه الانتخابات، إلا أن عددا من النواب الأوروبيين من اليمين المتطرف واليسار المتطرف قدموا إلى شرق أوكرانيا لمواكبة هذه الانتخابات.

وقال النائب الفرنسي الأوروبي جاك لوك شافهاوزر القريب من حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف في المؤتمر الصحافي نفسه "ضمن الظروف الحالية الصعبة فإن هذه الانتخابات تمت بشكل شفافية وديمقراطي وتعكس إرادة الشعب".

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو تحترم إرادة سكان جنوب شرق أوكرانيا في الانتخابات التي جرت يوم الأحد.

وقالت الوزارة في بيان أن "الانتخابات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك جرت عامة بشكل منظم وكانت نسبة الإقبال مرتفعة"، مؤكدة أن من تم انتخابهم حصلوا على تفويض لاستعادة الحياة الطبيعية في المنطقة.

وفي بيان صدر مساء الأحد، وصف الرئيس الأوكراني بيترو بروشينكو الانتخابات بأنها "مسرحية هزلية"، قائلا: "كنت آمل ألا تنظم روسيا ما يسمى بالانتخابات لأنها انتهاك واضح لبروتوكول مينسك الموقع في 5 أيلول، والذي وقع عليه مندوب روسيا أيضا"، لوقف إطلاق النار بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية.

وخلال إدلائه بصوته في الإنتخابات، عبر رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية الكسندر زاخارتشينكو عن اعتقاده بأن كييف عاصمة أوكرانيا ستعترف بجمهوريته بعد الانتخابات.

ونقلت وكالات أنباء عنه قوله إن من يتولون أمور السلطة في مدينة كييف عاصمة أوكرانيا "سيعترفون بنا (جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان)، ويعيدون الأراضي المحتلة لنا، ثم نعيش معهم كشركاء متكافئين في الحقوق".

من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الجديدة للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن انتخابات الأحد "تتناقض شكلا ومضمونا" مع الاتفاقات التي وقعت في أيلول في مينسك بين كييف والمتمردين.

بدورها، حذرت الخارجية الألمانية روسيا من الاستمرار في دعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا عقب الانتخابات المثيرة للجدل التي جرت هناك.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: "آمل ألا تقدم روسيا على أمر يتجاوز بياناتها الرسمية، باعتبار أن نتائج الانتخابات مدعاة لتشجيع الانفصاليين في شرق أوكرانيا على مواصلة طريقهم نحو الاستقلال". واعتبر شتاينماير موقف روسيا عبئا على عملية التهدئة في أوكرانيا.

واوضح أنه سيتم مقارنة موقف روسيا بتصريحاتها، خاصة تلك التي كررها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ميلانو، حول تأييده لوحدة أوكرانيا وعدم تشكيك بلاده في تلك الوحدة.

وقال شتاينماير إن اتفاق مينسك لا يزال هو النهج الأساسي لتحقيق المزيد من التطور، مضيفا أن الانتخابات تنتهك هذا النهج، لذلك لا يمكننا الاعتراف بتلك الانتخابات".

واليوم الإثنين، أعلنت اللجنة الانتخابية في شرق أوكرانيا الانفصالي والموالي لروسيا الأحد فوز رئيس حكومة "جمهورية دونيتسك" المعلنة من طرف واحد ألكسندر زخارتشنكو بنسبة 81,37 بالمئة من الأصوات.

وقد أفاد استطلاع يستند إلى نوايا الناخبين لدى خروجهم من مكاتب الاقتراع الأحد وقام بإعلانه رومان لياغين رئيس اللجنة الانتخابية أن رئيس حكومة جمهورية دونيتسك المعلنة من طرف واحد ألكسندر زخارتشنكو انتخب "رئيسا" بعدما حصل على 81,37 بالمئة من الأصوات.

كما حصل حزبه "جمهورية دونيتسك" على نسبة 65,11 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التشريعية، حسب المصدر نفسه.

ويبلغ زخارتشنكو الثامنة والثلاثين من العمر، وقبل أن يعين "رئيسا للوزراء" قاد في دونيتسك خلية محلية لمجموعة شبه عسكرية تدعى "أوبلوت" سبق وأن دعا قائدها علنا إلى "فقء أعين وكسر أرجل" المعارضين.

وفي لوغانسك المعقل الثاني للانفصاليين في شرق أوكرانيا لم تعلن النتائج بعد إلا أنه من المرجح أن يفوز العسكري السابق إيغور بلوتنيتسكي البالغ الخمسين من العمر والمعروف بتمسكه بالحقبة السوفياتية للبلاد.

وإذ أعلنت السلطات الأوكرانية فتح تحقيق جنائي بتهمة القيام بمحاولات "للاستيلاء على السلطة" و"تغيير النظام الدستوري" بشأن هذه الانتخابات، قال ألكسندر زخارتشنكو، الذي انتخب الأحد "رئيسا" لـ"جمهورية دونيتسك" المعلنة من جانب واحد، إن أوكرانيا "لا تريد السلام" و"تمارس لعبة مزدوجة".