Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
العنصرية .. وجه أميركا الآخر

العنصرية هو الاعتقاد بأن هناك فروقًا وعناصر موروثة بطبائع الناس و/أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما - بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق - وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا. كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء إلى التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية.

أولئك الذين ينفون أن يكون هناك مثل هذه الصفات الموروثة (صفات اجتماعية وثقافية غير شخصية) يعتبرون أي فرق في المعاملة بين الناس على أساس وجود فروق من هذا النوع تمييزًا عنصريا. بعض الذين يقولون بوجود مثل هذه الفروق الموروثة يقولون أيضا بأن هناك جماعات أو أعراق أدنى منزلة من جماعات أو أعراق أخرى. وفي حالة المؤسسة العنصرية، أو العنصرية المنهجية، فإن مجموعات معينة قد تحرم حقوقا و/أو امتيازات، أو تؤثر في المعاملة على حساب أخرى.

بالرغم من أن التمييز العنصري يستند في كثير من الأحوال إلى فروق جسمانية بين المجموعات المختلفة، ولكن قد يتم التمييز عنصريا ضد أي شخص على أسس إثنية أو ثقافية، دون أن يكون لديه صفات جسمانية. كما قد تتخذ العنصرية شكلاً أكثر تعقيداً من خلال العنصرية الخفية التي تظهر بصورة غير واعية لدى الأشخاص الذين يعلنون التزامهم بقيم التسامح والمساواة.

وبحسب إعلان الأمم المتحدة، فإنه لا فرق بين التمييز العنصري والتمييز الإثني أو العرقي.

هناك بعض الدلائل على أن تعريف العنصرية تغير عبر الزمن، وأن التعريفات الأولى للعنصرية اشتملت على اعتقاد بسيط بأن البشر مقسمون إلى أعراق منفصلة يرفض جل علماء الأحياء، وأخصائيو علم الإنسان وعلم الاجتماع هذا التقسيم مفضلين تقسيمات أخرى أكثر تحديدا و/أو خاضعة لمعايير يمكن إثباتها بالتجربة، مثل التقسيم الجغرافي، الإثنية، أو ماضي فيه قدر وافر من زيجات الأقارب

تفاقم العنصرية في أميركا

ازدادت اعمال الشغب والفوضى فى مدينة فيرجسون منذ مقتل الشاب الأسود "مايكل براون" على يد الضابط الأبيض " دارين ويلسن" حيث كانت قد اشتدت الأزمة يوميا" فى ولاية ميسورى ، واحتدمت المصادمات بين محتجين وقوات الحرس الوطني، التي نُشرت بالمدينة المضطربة ، وتجددت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، لذلك استدعى حاكم ولاية "ميسورى" الحرس الوطنى من أجل إعادة النظام الى الضاحية ، مطالبًا سكان فيرجسون باعتقال الشرطي الذي أطلق النار على الشاب، خاصة بعد إعلان تقرير الطب الجنائي والذي تضمن أن الشرطي أطلق ست رصاصات عليه أودت بحياته .

لكن الإشكالية الكبرى التي يواجهها المجتمع الأمريكي والتي تجلّت بوضوح في تعامل قوات الشرطة مع المتظاهرين، وخصوصًا في المناطق الفقيرة، والتي غالبًا ما تقطنها الأقليات من السود وذوي الأصول اللاتينية هي عسكرة الشّرطة .

وشهدت المدينة أعمال سلب ونهب خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من عشرة ايام، وسط نداءات المحتجين لبعضهم بالتعبير عن استنكارهم بسلمية، إذ ان هناك اعتقادًا يسود سكان فيرغسون إن أعمال الشغب ارتكبت من قبل أشخاص من خارج المدينة .

ان الاضطرابات التي تلت مقتل الرجل الأسود "ما هي إلا نتيجة لحرمان الأمريكان الأفارقة من حق المشاركة في تقرير المصير"، كما يقول الأخصائي الاجتماعي دارنيل هانت، مدير مركز الدراسات الإفريقية-الأمريكية في جامعة كاليفورنيا. ويضيف: "هذا يبدو كما كان سابقا في سنوات الأربعينات، حين نشطت حركة الحقوق المدنية". وما حدث في فيرغسون ليس حالة فردية، بحسب رأي 80% من الأمريكيين الأفارقة، الذين تم استطلاع آرائهم. في حين يتفق معهم 37% فقط من الأمريكيين البيض على ذلك.

"ما حدث في فيرغسون ليس إلا مثالا على ما شهدناه في السنوات الأخيرة وفي العقود الماضية"، كما تقول ليكسار كوامي المتحدثة باسم منظمة الحقوق المدنية وحقوق الإنسان، مشيرة إلى حالات قامت فيها الشرطة بإطلاق النار على أمريكيين سود مدنيين غير مسلحين وتم قتلهم دون معاقبة الشرطة على ذلك، مثل مقتل الشاب ترايفون مارتن في سانفورد بولاية فلوريدا، الذي انتشرت أخباره حول العالم والذي قال عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما: " أنا نفسي كان من الممكن أن أكون في مكان ترايفون مارتن". ومنذ منتصف يوليو/ حزيران 2014 قتل أربعة أمريكيين من أصول إفريقية برصاص الشرطة،

 

مخالفات أقل واعتقالات أكثر

لا نسمع عن حالات يتم فيها استهداف شباب بيض البشرة" في الولايات المتحدة، كما يقول الخبير الاجتماعي هانت، مضيفا: "ثمة رأي بأن الرجال السود يشكلون تهديدا ينبغي ترصده ومراقبته، ولكن في الواقع فإن البيض تكون لهم تجارب مختلفة عن السود لدى الشرطة". ففي مدينة فيرغسون مثلا بلغت نسبة حالات التفتيش في صفوف السود 92% ووصلت نسبة الاعتقالات في أوساط سائقي السيارات من السود إلى 93%، في العام الماضي 2013، وذلك رغم أن الشرطة وجدت أن عدد المخالفات التي ارتكبها البيض (نسبتها 34%) أكثر بكثير من تلك التي ارتكبها السود (نسبتها 22 %). وهذا التفاوت في النِّسَب ليس حصريا على مدينة فيرغسون، بل يتجاوزها إلى مدن أخرى. كما أن عدد حالات تفتيش الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية واللاتينية في شوارع نيويورك أكثر مقارنة بعدد حالات تفتيش الأمريكيين البيض.

 

أسطورة المساواة الأمريكية

ويقول الخبير الاجتماعي هانت إن آباء الأطفال السود وأمهاتهم لا يكونون واثقين دائما من أن الشرطة لن تتعرض لأولادهم بالعنف. وتحاول هذه العائلات تجنب الاحتكاك بين أولادها والشرطة. وتطالب هذه العائلات المحاكم بمنع الشرطة من إجراء أية أعمال تفتيش بناءً على لون البشرة، وتطالب أيضا بتدابير أخرى كتوعية عناصر الشرطة أثناء فترة الدراسة.

ويرى المتخصص الاجتماعي الأمريكي هانت أن ظاهرة عنف الشرطة الممارَس على السود لها جذورها وخلفياتها قائلا: "لدينا رئيس أسود لكن معظم الأمريكيين السود يعانون حاليا من سوء الأحوال الاقتصادية أكثر مما كانوا عليه قبل 20 عاما". إنهم مهمشون في جميع مجالات الحياة: فنسبة البطالة بينهم زادت خلال عقود إلى ضعف نسبتها بين البيض، كما أن مدخولهم المالي أقل بنسبة الثلث من متوسط دخل الفرد في الولايات المتحدة، ونسبة السود الفقراء أكثر بثلاث مرات من البيض، كما أن الاعتقالات والعقوبات في أوساطهم أكثر منها لدى البيض.

ثمة أسطورة إعلامية تقول إن الولايات المتحدة قد تمكنت من إنهاء مشكلة العنصرية، كما يقول هانت. لكن ما حدث في مدينة فيرغسون ويحدث في مناطق أمريكية أخرى تدل على أن الولايات المتحدة ما زالت تعاني من مشكلة التفرقة العنصرية.

تطرح احداث مدينة فيرجسون علامة استفهام هامة جدا:" هل فشلت السياسيات الأمريكية عامة، وسياسات باراك أوباما خاصة في توحيد الشعب الأمريكي؟ وهل لا تزال نار العنصرية مشتعلة في النفوس الأمريكية بعد نحو خمسة عقود من الاعتراف بالأمريكيين من أصول إفريقية كمواطنين كاملي الأهلية في ستينيات القرن المنصرم؟ يبدو ومن أسف أن العنصرية لا تزال ضاربة جذورها هناك، وأن هناك من الدلائل ما يؤشر إلى ذلك بقوة.

13-12-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع