Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
مدن سوريّة تذبح بصمت

لم يكن حجم الدمار في سوريا سوى مشهد غير مفصّل عن ما تعانيه العديد من المدن القابعة في قلب الحدث , حيث اجتاح العذاب والدمار سوريا بأكملها مخلّفاً رماداً ودماء اختلطت برائحة البارود في كلّ منطقة من مناطق سوريا وريفها .. فلم يسلم السلم سوى بأن يتحوّل لحرب والمحبة لكراهية وبغض والإسلام الحقيقي لإرهاب تكفيري لنجد أنّ الإنسانية تفتّـت في قلب مدن سورية لم تشهد أمناً وسلاماً منذ 3 سنوات ونيّف

جبلة السورية يجتاحها العذاب

حيث لا يختلف حال مدينة جبلة السورية عن حمص وحماة وحلب ودير الزور، فكلها في المعاناة سواء، ويقول ناشطون إن النظام أفرغ عبر سياساته القمعية المدينة من شبابها، منهم من فر خارجها والبعض الآخر حوّلهم إلى مخبرين له «لاتقاء شره».

يروي أبو أحمد -من سكان مدينة جبلة- كيف أخبره الأمن العسكري بسخرية أن نجله مات نتيجة توقف قلبه، وهو الذي اعتقل قبل عامين من الشارع وأنفق والده كل ما يملك واستدان من أصدقائه ودفع رشًا كثيرة للضباط من أجل معرفة مكانه.

وأضاف -والدموع تملأ عينيه- أن عناصر الأمن لم يحددوا متى وكيف توفي؟ وحتى لم يسلموه جثته لدفنها، ولم يخبروه بمكان دفن ابنه البكر.
ووصل إلى المئات عدد الذين قضوا تحت التعذيب في أقبية سجون النظام من أبناء جبلة الأدهمية، ولم تسلم جثثهم لذويهم، وهناك المئات من المختفين قسرا، حسب إفادات ناشطين من أبناء المدينة.

وليس الموت تحت التعذيب أقسى مآسي جبلة، فهذه المدينة الساحلية -التي تقع جنوب اللاذقية على شاطئ البحر المتوسط- تُذبح وتُنكب بصمت، ولا أحد يعلم شيئا عما يجري بداخلها أو لأهلها، وخصوصا ما لا يمكن أن يُحكى من انتهاك للحرمات، حسب عنصر في الجيش الحر من المدينة.

ويؤكد ناشطون في جبلة أنها باتت مدينة بلا شباب، قوامها رجال كبار السن ونساء يجهدن لتأمين متطلبات الحياة للأطفال، حيث إن العديد من أبناء جبلة أُجبروا على التطوع كشبيحة مع النظام كي يساعدوا أهلهم ماديا أو ليدفعوا الاعتقال عنهم، رغم الموت الذي يترصدهم على يد النظام لعدم ثقته بهم، ولا يستطيعون الانشقاق لأن ذويهم تحت أعين النظام.
أما غالبية الشباب فقد فروا من المدينة هربا من الاعتقال أو الموت أو التجنيد باتجاه أوروبا عبر البحر، ومنهم من انضم للجيش الحر في ريف اللاذقية.

وينتمي أغلب سكان جبلة للطائفة السنية، وتحيط بها قرى علوية من جميع الاتجاهات باستثناء الجهة الغربية حيث يوجد البحر،ويتم التعامل مع سكانها على أنهم معارضون للنظام، لذلك يتعرضون لكل أنواع القمع والاضطهاد.

ويقول الحاج خالد -من سكان جبلة- إنهم يتعرضون للإهانات بشكل مستمر، ويتعمد عناصر النظام والشبيحة اعتقال الشباب دون مبرر معلن.
وأضاف «لقد أهانوني أمام كل أبناء الحي واعتقلوا ابني وحفيدي، أبناء جبلة بين معتقل ومهجر وشهيد، لم يعد فيها إلا كبار السن والشبيحة والمتعاملون مع الأمن، مدينتنا باتت مستباحة، يريدون تهجير من تبقى ليستوطن الشبيحة منازلنا كما فعلوا بالمنازل التي هجرها أصحابها».
ويعاقب النظام السكان لموقفهم المعارض له، وخروجهم بالمظاهرات في بداية الثورة السورية، من خلال منعهم من مزاولة أعمالهم وحرفهم، حيث أُغلقت عشرات المحلات التجارية وحرم الصيادون من اصطياد السمك وبيعه في السوق المركزي بجبلة، مما جعلهم في ضائقة مادية.
الصياد جميل -من سكان جبلة- قال إن النظام يمنع الصيادين من العمل، وأشار إلى أن عناصر النظام من جيش وأمن وشبيحة احتلوا محلاتهم، كما صادروا معظم زوارق الصيد، واعتقلوا الصيادين بحجة أنهم يهربون الأسلحة والشباب المطلوبين للنظام والهاربين من الخدمة العسكرية عبر البحر، وأغرقت قوات النظام البحرية عددا من الزوارق مع صياديها.

وتابع الصياد «هم رجال على زوارقنا، وأرانب على الزوارق الإسرائيلية التي تسرح وتمرح يوميا قبالة شواطئنا».
ولم يقتصر ظلم النظام على هذه الممارسات، بل تعداها إلى قطع الماء والكهرباء عن أحياء المدينة، وحرمانها من الخدمات الأخرى كالنظافة والعلاج، كما يتشدد في السماح بإدخال المواد الغذائية والطحين للأفران.

تقول ياسمين -سيدة من جبلة- إن النظام قطع الكهرباء عن الأحياء السنية خلال فترة العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة في أوج حاجتها إليها، في حين كان يغذي بها الأحياء والقرى الموالية على مدار الساعة.
واشتكت ياسمين من نقص حليب الأطفال في الصيدليات وانقطاع شبه تام للخبز، ولفتت إلى أن عناصر الأمن يبيعون ربطة الخبز ووقود التدفئة والمواد الغذائية للسكان بعشرة أضعاف ثمنها.

الرقة.. من عاصمة التحرير إلى عاصمة السواد !

وقبل نحو عام، تحوّلت مدينة الرقة من أول مركز محافظة يسقط في يد الثوار، إلى أول مركز محافظة أتمّ تنظيم داعش السيطرة عليه، مبعداً حلم السوريين بجعل هذه المدينة نموذجاً للحياة، ووجهًا مشرقًا لثورة دفع أبناء الرقة دماءهم في سبيل تحريرها وإسقاط تمثال “حافظ الأسد” المتربع في وسطها.

تحوّلت عاصمة التحرير الى عاصمة “الخلافة”، التي أذاقت سكان الرقة أبشع أنواع الظلم والوحشية من قبل عناصر تنظيم داعش.

يروي  عدي حداد، أحد أعضاء “تجمع شباب الرقة الحر”، لـ”أخبار الآن”: “منذ عام كامل، لم ارَ مدينتي التي احتلها الغرباء، تغيّر فيها كل شيء، لم يعد للفرات طعم ولا للحياة معنى، فأنا في المغترب الذي فرض علي بسبب هذا التنظيم، كنا ضمن التجمعات المدنية التي تحاول قدر المستطاع أن تفعل شيئا لعاصمة الرشيد من تنظيف إلى تنظيم أمور الحياة، ومحاولة الارتقاء بالرقة، وأن نصبح نموذجاً يحتذى بها بالنسبة للمدن السورية الثائرة، ولكن بعد ظهور داعش وسلبهم لحريتنا لم يبقَ مكان للحلم بداخلي”.

بدورها، تقول زينة -ناشطة من الرقة: “كانت فرحة التحرير لا توصف، تماماً كصدمة خطف داعش لمدينتنا وتغطيتها بالسواد، فعلمت أن الرقة لم تعد كما كانت بعد ذلك اليوم الأسود الذي سيبقى راسخاً في ذهني، فلم أصمد أكثر من يومين داخل المحافظة، انتابني كبقية أبناء مدينتي شعوراً أننا غرباء في مدينتنا، فما كان مني الا الرحيل خوفاً من بطشهم”.

بدأ تنظيم داعش بالتخلص من ألوية الجيش الحر في الرقة، حيث بدأ بكتائب “الفاروق” وانتهى بـ”لواء ثوار الرقة”، لكي يستطيع فرض سيطرته الكاملة على المدينة دون مقاومة، وبعدها عمل على التخلص من الناشطين الذين كان لهم دور فعال في الحراك الثوري بالمدينة، من أمثال “رئيس المجلس المحلي عبد الله الخليل، وابراهيم الغازي، وفراس الحاج صالح، والدكتور اسماعيل الحامض”، وليس أخرهم اختطاف الأب باولو، والهدف من تلك العمليات هو إرهاب الأهالي وزرع الخوف في قلوبهم.

يقول عبد العزيز الحمزة، ناشط إعلامي من الرقة، لـ”أخبار الآن”: “بدأ تنظيم داعش بطمس معالم الثورة في المدينة، بتاريخ ١٢-١-٢٠١٤ لم تعد  شوارع المدينة مألوفة، بل كانت مليئة بوحوش يرتدون الزي الأسود، ينصبون الحواجز، ويستوقفون المارة، وأي عنصر من الجيش الحر يقومون بإعدامه ميدانياً بلا شفقة أو رحمة، كانت كلمة الحرية لدى تنظيم داعش تؤول للكفر ومصيرها القصاص، ولهذا بدأ ثوار المدينة بالخروج من الرقة حفاظا على أرواحهم، بعد ذلك لم أعد أرى الابتسامة في وجوه الناس كل شيء تحول إلى سواد”.

 

هذا حال سوريا يثير الشفقة في قلوب العرب والغرب .. وآلام لم تكن بالحسبان وكأنّها حرب أبدية تستغيث الأمان من يد معطاءة .. فمتى ستعي الإنسانية حروف السلم والمحبة  ؟

19-1-2015
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع