بعد مقتل ثلاثين مدنياً في قصف لمدينة ماريوبول تستعد أوكرانيا للرد على الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق وأوكرانيا التي تعيش أزمة سياسية وأمنية صعبة تستعد اليوم إلى محاربة الإنفصاليين الروس .

وفي السياق فقد اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجيش الاوكراني امس بانه يعمل لصالح الغربيين الذين يستخدمونه من اجل «احتواء» روسيا. وقال في سان بطرسبرج بحسب التلفزيون الروسي: «في الواقع، انه ليس جيشا انما فرقة اجنبية تعمل لصالح الاطلسي الذي لا تتضمن اهدافه الدفاع عن المصالح الوطنية لاوكرانيا، كما ان لديه هدفا جيوسياسيا هو احتواء روسيا»، مضيفاً «بالواقع، من يقاتل في صفوف الجيش الاوكراني؟ هناك وحدات نظامية قوات مسلحة، وجزئيا ما يسمى -كتائب متطوعين قوميين-».

ويأتي اعلان بوتين مع اقتراب عقد اجتماع «استثنائي» لحلف شمال الاطلسي حول الوضع في اوكرانيا دعي اليه بطلب من كييف.

وبناءً على ذلك وصف الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ التصريحات التي ادلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه "لا معنى لها"، وذلك اثر اتهام بوتين الجيش الاوكراني الذي يخوض معارك مع الانفصاليين الموالين لروسيا بانه فرقة اجنبية تعمل لصالح الاطلسي ودعا موسكو الى وقف دعمها للانفصاليين.

وشهد النزاع في الشرق الانفصالي الموالي لروسيا منعطفا جديدا السبت مع قصف ميناء ماريوبول الذي اوقع 30 قتيلا ومئة جريح في صفوف المدنيين

وقد انشئت لجنة الاطلسي-اوكرانيا في اطار اتفاقات شراكة بين الحلف واوكرانيا وقعت في 1997. وتضع اطارا للتعاون السياسي والعملي بين الشريكين.ميدانيا، حيث قال الجيش الأوكراني امس: إن سبعة من جنوده قتلوا في اشتباكات مكثفة مع انفصاليين مؤيدين لروسيا في منطقة الصراع في شرق اوكرانيا خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، وأفاد الجيش بوقوع معارك عنيفة في بلدة ديبالتسيف الاستراتيجية الصغيرة

يذكر أن العنف في أوكرانيا بلغ أسوأ مستوياته منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في سبتمبر الماضي وزاد عدد الخسائر البشرية ولا سيما في ميناء ماريوبول حيث تقول كييف: إن 30 مدنيا قتلوا بسبب قصف الانفصاليين للمدينة يوم السبت الماضي.

من جهته قال المتحدث فولوديمير بوليوفي خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون «المتمردون يهاجمون مواقع الحكومة الأوكرانية بشكل متواصل عبر منطقة الصراع بالمدفعية وقذائف المورتر والدبابات»، وذكر أن 24 جنديا آخرين أصيبوا على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وتعهد الانفصاليون المؤيدون لروسيا بمحاصرة بلدة ديبالتسيف التي يسكنها نحو 26 ألف شخص وتقع على الطريق الرئيسي وخط القطار بين دونيتسك ولوجانسك المعقلين الأساسيين للانفصاليين، وقال بوليوفي إن قوات الحكومة تحافظ على مواقعها في البلدة في مواجهة الهجوم المكثف.

على إثر ذلك فقد كشفت صحيفة موسكو تايمز أن قوات المتمردين الموالين لروسيا تتوغل في المناطق الشرقية من أوكرانيا، التابعة للحكومة المركزية في كييف، وبما يعني عودة الحرب بصورة كاملة إلى هذه المناطق، بالرغم من توقيع اتفاق الهدنة بين الحكومة والمتمردين في سبتمبر من العام الماضي، التي لم تستمر سوى خمسة أشهر فقط

أضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة والدول الأوربية تبحث فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا خلال الفترة القصيرة القادمة، بعد تورط روسيا علنا في دعم المتمردين

بينما زعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن السلطات الأوكرانية تحاول إطالة فترة النزاع في شرق البلاد، بعد أن رفضت الحوار مع المتمردين

تشهد أوكرانيا اضطرابات منذ رفض الرئيس الأسبق فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو توقيع إتفاق شراكة مع الإتحاد الأوروبي العام الماضي ، وأطيح به في فبراير/شباط الماضي، وانضمت شبه جزيرة القرم إلى روسيا بموجب استفتاء في مارس/آذار الماضي، بدأت عقبها معارك بين الانفصاليين وقوات الجيش الأوكراني في منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرقي البلاد، أسفرت عن مقتل أكثر من 3500 شخص، وفق الأمم المتحدة