Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
دعم الغرب للإرهاب .. حصاد فاسد وضارّ

مفهوم الإرهاب عند الغرب : 

إن الإرهاب يمثل مشكلة العصر، ومفهوم الإرهاب يمثل تحدياً للإسلام والمسلمين أكبر من الإرهاب نفسه، حيث أن الإرهاب بالمفهوم الغربي أكثر ما يتهم به الإسلام والجهاد في سبيل الله تعالى، حيث حرص زعماء العرب والمسلمين على الوقوف في وجه كل ما هو إرهاب أو إرهابي بالمفهوم الغربي، مما جعل حدة الخلاف واسعة بين الشعوب الإسلامية وحكامها، تقربا لحكام الغرب والحرص على مرضاتهم...
وما يقوم به الغرب من جرائم في حق المسلمين، والشعوب والحكومات والأفراد، يسمونه محاربة الإرهاب، أو دعم الحرية والديمقراطية... أو غير ذلك.
وجعل الغرب الإرهاب مرادفاً للجريمة البشعة، في حين أن الإرهاب يعني الخوف والفزع والرعب سواءً في معاجم اللغة العربية أو غير العربية، وكذلك مفهومه في القرآن والسنة.

الغرب متّهم  بتوليده للإرهاب :

ثمة من يقول ان دولاً غربية، ولاسيما الولايات المتحدة الاميركية، هي المسؤولة عن تفشي الارهاب بحيث اصبح يهدد الدول نفسها التي غذته في وقت من الاوقات خدمة لمصالحها. فالأنطمة الاستبدادية والقمعية التي قامت في عدد من الدول، ولاسيما في منطقة الشرق الاوسط، كانت سبباً لنشوء الارهاب لأن هذه الانظمة خلقت الفقر والقهر لشعوبها وكان ذلك بداية ظهور الارهاب في البيئة الفقيرة والمقهورة والمضطهدة، لأنها لم يعد لديها ما تخسره اذا انتحرت وفضّلت الموت على حياة مذلة. وكان ذلك كافياً لقيام ثورات شعبية ضد هذه الانظمة ظن كثيرون انها ستكون بداية "الربيع العربي" واذ بها تتحول شتاء وخريفاً وفوضى عارمة لم تتوقف حتى الآن.

وبين انظمة استبدادية تعاونت معها بعض دول الغرب وساندتها، وثورة شعبية لم تساعدها هذه الدول على اقامة حكم ديموقراطي قوي فيها قادر على ارساء الامن والاستقرار والنهوض بالاقتصاد وتحسين الوضع المعيشي للشعوب، انضم المقهورون والمضطهدون في ظل الانظمة القمعية الى الشباب المحبط من ثورات فشلت في تحقيق طموحاتهم وتأمين العمل لهم، فكبر حجم الارهاب مع تعدد اشكاله وتنظيماته وراح يضرب في كل مكان وحتى داخل الدول التي شجعتهم على القيام بأعمال عنف خدمة لمصالحها، وهي اعمال ترتد عليها الآن ولا تعرف كيف تواجهها وتتصدى لها.

وثمة من يقول إن مكافحة الارهاب لا تكون بقرارات دولية ولا بعقد قمم ولا بغارات جوية، إنما بالتدخل بقوة للمساعدة على اقامة انظمة في الدول التي تسودها الفوضى والتي يخرج الارهاب منها، وتكون قادرة على وقفها وعلى جعل الاقتصاد ينمو في ظل الامن والاستقرار الثابتين والدائمين، لا أن يظل المجتمع الدولي يتفرج على ما يجري في العراق وسوريا واليمن وليبيا اعتقاداً منه ان هذا الوضع يخدم اسرائيل ويفرض على العرب والفلسطينيين سلام الاستسلام. وهو اعتقاد خاطىء لأن اسرائيل لن تبقى في منأى عن ارهاب يضرب في كل مكان مدفوعاً بالفقر والقهر والتعصب الديني

مواجهة الإرهاب .. ومصارحة الغرب

وفي أبرز المستجدات فقد أحدثت مذبحة «شارلي إيبدو» ردود فعل عالمية غير مسبوقة كانت مسيرة باريس المليونية في 11 يناير الجاري أبرز ملامحها. وقد شارك عدد كبير من القادة والمسؤولين العرب في هذه المسيرة التضامنية لإعادة تأكيد موقف بلادهم وشعوبهم ضد الإرهاب، وللتنبيه مجدداً إلى أن الإسلام بريء من أفعال من يرفعون رايته في مواضع مخالفة ومعاكسة لروحه ومقاصده.

غير أنه ضروري أيضاً بالقدر نفسه مصارحة فرنسا والدول الغربية عموماً بمعطيات تضيع في غمار ردود الفعل الغاضبة ضد كل عملية إرهابية تستهدف الغرب منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.

وأول هذه المعطيات هو أن الدول العربية، والإسلامية، ليست مطالبة بتقديم اعتذارات عما لا ذنب لها فيه. وكذلك الحال بالنسبة إلى أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في عالم اليوم. ويعيش بعضهم في دول غربية، ويتحملون أوزار الأفعال الإرهابية التي يرفضونها، على النحو الذي يتعرض له مسلمون في فرنسا الآن. ومعظمهم مواطنون فرنسيون يفترض أن يتمتعوا بحماية تفرضها حقوق المواطنة التي ينبغي احترامها إذا أردنا أن تكون مواجهة الإرهاب فاعلة ومنتجة.

فالشرط الأول لمواجهة ناجحة ضد الإرهاب هو تأكيد قيمة التسامح، التي يقوم أي إرهاب على نقيضها، ويبدأ قاموسه بعكسها وهو التعصب. وقد ثبت عبر التاريخ أن للقيم مكاناً معتبراً في إدارة الصراعات. فليس ممكناً أن نكسب معركة ضد متعصبين متطرفين إذا فكرنا على طريقتهم أو صرنا مثلهم.

ولا يخفى أن أهم أهداف قوى الإرهاب هو استدراج ردود فعل عصبية ومتعصبة. فليس في إمكان الإرهاب تحقيق أهداف مادية كبرى على الأرض، ولكنه قد يستطيع إحداث آثار معنوية ونفسية متفاوتة. ويتنامى خطر الإرهاب بمقدار ما تزداد هذه الآثار وتستفحل.

ولذلك ينبغي تنبيه فرنسا الآن إلى ضرورة استيعاب أخطاء الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، وكبح ردود الأفعال التلقائية التي تستهدف مسلمين على الهوية.

أما المعطى الثاني الذي ينبغي مصارحة الغرب به، في إطار حوار جاد ومستقيم، فهو أن الدين ليس المكوّن الوحيد لجيل الإرهاب الحالي الذي يمثل تنظيم «داعش» رأس الحربة فيه. وفي إمكان من يشك في ذلك أن يعود إلى الرسائل التي يوجهها هذا التنظيم إلى الشباب في الدول الغربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يجيد بل يبرع في استخدامها. فهو يزعم، فى هذه الرسائل، أنه «حركة تحرر عالمية» تهدف إلى تغيير العالم وتحريره من الظلم والفقر والتهميش.

ولذلك تجد هذه الرسائل استجابة لدى شباب من أصول محض أوروبية يعتنقون الإسلام عشية التحاقهم بهذا التنظيم دون أن يعرفوا عنه شيئاً، ويتعاملون معه كمجرد راية ينضوون تحتها اعتقاداً في أنها هي راية الحق والعدل التي كانوا يبحثون عنها..

تقودنا المعطيات التالية إلى أنّ الكثير من سياسات الدول الغربية قد ساهمت بدعم الإرهاب وهي الآن تستغيث من إمتداده إليها وتحاول جاهدةً اللجوؤ إلى أي وسائل لمحاربته .. وحتّى أن هناك سياسات إقتصادية دعمت الإرهاب بأسلوب غير مباشر عن طريق التفاوت بين الشمال والجنوب منذ مئات السنين ..

31-1-2015
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع