يقول كارستن هارمز من مركز نقل التكنولوجيا في ألمانيا: "الهرمونات تلعب دورا محوريا في الجسم، وكل ما نشعر به يتوقف عليها. وعندما نقع في حالة طوارئ مثل الحب، يكون هناك ارتفاع في مستويات هرمونات عديدة، وهذا الارتفاع يلعب دورا أساسيا في مسألة التذوق."

مسألة تغير التذوق عند الوقوع في الحب، قام العلماء باختبارها على مجموعة من 46 شخصا تضم شبابا وشابات حديثي الشعور بالحب، وكذلك أفرادا وأشخاصا لديهم علاقات حب منذ فترة طويلة. وقبل إجراء التجربة اجتاز المشاركون إمتحانا نفسيا يسمى "اختبار مقياس الحب العاطفي"، أجابوا فيه على أسئلة مثل: كم مرة تفكر في محبوبك أو تفتقده عندما يغيب عنك. وبعد الاختبار التحق المشاركون حسب ما يناسبهم بمجموعة المتحابين حديثا أو مجموعات المراقبة. وأثناء الاختبار تحتم على جميع المشاركين تذوق وشم أشياء وإعطاء عينة من لعابهم. وأخذ الباحثون هرمون الأوكسيتوسين وهرمون التستوستيرون كـ "مؤشر حيوي" أو مقياس لتحديد التغييرات الملحوظة في الجسم. وبينت نتائج الاختبار أن مستوى هرمون الأوكسيتوسين أثر على مسألة التذوق لدى العشاق. واحتاج العشاق الجدد إلى كمية أكبر من الملح أو الحلو، أو الحامض أو المر في الغذاء للتفرقة بين المذاقات المختلفة. أما الأشخاص الذين يشعرون بالحب منذ مدة طويلة فاستطاعوا التفرقة بين المذاقات المختلفة بسهولة. وهرمون الأوكسيتوسين هو "هرمون الدلال" لأنه يرتبط بمشاعر الحب، ويتزايد لدى النساء مثلا بعد الولادة أو عند إرضاعها للمولود. لكن العلاقة بشريك الحياة تؤثر أيضا عليه، فقد بين الاختبار ان كمية هذا الهرمون في لعاب الرجال والنساء ذوي العلاقات الممتدة لزمن بعيد، كانت أكبر منها لدى المجموعات التي ليس لها علاقات عاطفية. اما هرمون تستوستيرون، الذي يختلف نسبة تركيزه وتأثيره عادة بين الرجال والنساء، فقد تساوت نسبته عند العشاق. وانخفض عند الرجال الذين هم في علاقات حب منذ فترة طويلة بشكل كبير عن العشاق الجدد. ويعتقد العلماء أن هذا دليل على وجود حياة أكثر سلاما وتوازنا .