ظاهرة متفشية في المجتمع العربي تطال كرامة الموظفين وتُنهكهم جسديا. انها "استغلال الموظف" الذي بات شائعا في كل الوطن العربي. ينيطون به اعمالا خارج اطار عمله وخارج دوامه وحتى خارج عن ارادته ورضاه ولا يستطيع الرفض فقط لحاجته للعمل.

ربما ينال الفقراء النصيب الاكبر من هذه الظاهرة اذ يتمسكون بعملهم حتى الرمق الاخير ولو تطلب منهم ذلك ان يدفعون الثمن من صحتهم.

أبو محمد يحكي معاناته

أبو محمد يروي كيف اضطرته الحاجة والعوز الى العمل سائق عند رجل غني بدوام لا يتجاوز ال6 ساعات يوميا حسب الاتفاق لكنه اليوم يصل اغلب الاحيان الى ال9 و10 ساعات يومية من دون ان يستطيع رفض ذلك.

وصحة ابو محمد البالغ من العمر 58 عاما لا تسمح له بالتعب كثيرا اذ يعاني من مشاكل في القلب ومن فقر الدم ويحتاج الى الراحة، لكنه يضطر للقبول اذ انه مسؤول عن عائلة مكونة من ثلاثة اشخاص لاعالتها.

وعما اذا كان معاشه يرتفع جراء هذا العمل، يقول انه لا يصل الى النسبة التي يستحقها اذ ان قانون العمل في لبنان يقول ان اي ساعة عمل اضافية تُحسب ساعة ونصف الا ان رب عمله لا يلتزم بهذه القاعدة ويزيد له مبلغ محدد كل شهر بالكاد يصل الى نصف ما يستحقه

استفحال الظاهرة

تنتشر هذه الظاهرة في مجتمعاتنا العربية، وتُعتبر من أصعب الأمور التي يواجهها العمال لأن هذه المشكلة قد بلغت مرحلة ليس من السهل القضاء عليها في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وحاجة الناس الى العمل بأي شيء لا سيما من سدت امامه ابواب الامل بعمل افضل او بهجرة تُخلصه من وضعه الحالي، او من اضطرته الحرب في بلاده الى النزوح الى اماكن لا يوجد فيها عمل فيقوم ارباب العمل باستغلالهم بابخس الاسعار وبزيادة ساعات العمل.

حال ابو محمد تنسحب على العديد من العمال العرب لا سيما النازحين السوريين او الفلسطينيين الذين يقبلون بأدنى الرواتب والاجور مقابل ساعات عمل طويلة تتجاوز احيانا ال14 ساعة، مقارنة باللبنانيين وغيرهم.

فمن ينقذ الفقراء من مرارة الاستعباد ومن مصادرة حقهم بالعمل حسب القانون؟ سؤال يبقى برسم حقوق الانسان.