لم تستطع الطفولة البريئة ان تحمي اطفال فلسطين من الاعتقال والاعتداء والقهر في سجون الاحتلال.

اكثر من 800 طفل فلسطيني يدخل تلك السجون سنويا في انتهاك صارخ لكل الاتفاقيات الدولية ومعايير حقوق الانسان فيما لا يزال يقبع نحو 200 طفل في السجون منذ شهور بينهم 100 طفل في سجن عوفر.

ظروف الاعتقال المأساوي

اذاً تحت الخطر يعيش هؤلاء الاطفال في الضفة وغزة والقدس بفعل ممارسات الاحتلال العدوانية من قتل وبطش واعتقال واطلاق الرصاص الحي عليهم.

وفي الاعتقال يتعرض الطفل الفلسطيني الى للاستجواب والاحتجاز من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشرطته. كما يتم اعتقالهم ليلا فيما يتم الاستجواب في مراكز التحقيق والتوقيف، وتُستخدم الكلاب البوليسية أثناء اعتقالهم، إضافة إلى تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي.

ويتم التحقيق مع الاطفال دون وجود أحد الوالدين، وتُنتزع الاعترافات منهم تحت الضغط، ولا يسمح لهم بالمساعدة القانونية فور الاعتقال، ويُعاملون معاملة البالغين سواء في المحاكم المدنية كما يجري مع أطفال القدس، أو في المحاكم العسكرية. اما ظروف حياتهم في السجن فصعبة جدا

كما يحرم الاحتلال الاطفال المحتجزين من التعليم، ومن العلاج اللازم للمرضى منهم، بالإضافة إلى قلة الطعام المقدم لهم، والنقص الحاد في الأغطية فصل الشتاء.

اطفال القدس الاكثر اعتقالا

ارتفعت وتيرة عمليات الاعتقال بحق القاصرين، منذ منتصف ال2014 وتحديداً بعد الأحداث التي شهدتها القدس، اذ تعرض مئات الأطفال المقدسين للاعتقال، وبذلك تحتل القدس النسبة الأعلى في اعتقال الأطفال، فيوميا يتم اعتقال طفلين على الأقل، علاوة على علميات التوقيف المؤقت التي تتم بحقهم.

ولم يُفرج الاحتلال عن غالبية اطفال القدس الا بشروط إما بدفع غرامات مالية أو تحويلهم للحبس المنزلي، أو إبعادهم عن مكان سكنهم إضافة إلى توقيع ذويهم على كفالة طرف ثالث.

وتحتل محافظة الخليل المرتبة الثانية من حيث أعداد الأطفال المعتقلين، والتي تتركز في بعض مناطق التماس في المدينة، حيث وصل أعداد الأطفال الذين تم اعتقالهم من المحافظة منذ مطلع العام الجاري إلى ما يقارب 70 طفلاً.

توثيق ممارسات العدو

وثقت تقارير صندوق الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” ممارسات الاحتلال بحق الاطفال وقالت ان قوات الكيان الصهيوني ألقت القبض على ما يقرب من 7000 طفل فلسطيني خلال العقد المنتهي من عام 2013، و27 طفلاً أُلقي القبض عليهم في مدينة الخليل مارس 2013 لم تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، ويتم اتهام 60% من القُصر المقبوض عليهم برشق الجنود أو السيارات المارة بالحجارة، الأمر الذي يعتبره جيش الدفاع الإسرائيلي شكلاً من أشكال الإرهاب حيث يؤدي إلى وفاة وإصابة الإسرائيليين.

وفي آخر تقرير صدر عن “اليونيسف”، أوضح أنه رغم التغييرات الأخيرة في القانون العسكري الإسرائيلي، لكن سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين المعتقلين لا تزال سياسة منهجية وواسعة النطاق داخل نظام الاحتجاز العسكري الإسرائيلي.

كما كشفت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين أنها عملت بجهد لتوثيق هذه الانتهاكات حين حدوثها، وأنها ستواصل المناصرة لمساءلة ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، وإنهاء سياسة تهرب الاحتلال الإسرائيلي وجنوده من العقاب، وتحصيل العدالة للأطفال الذين استشهدوا أو دمرت حياتهم.

الطفل الفلسطيني يفتقد لأبسط حقوقه الانسانية والطفولية، ولا تقتصر معاناته على الاعتقال، بل تطاله الاعتداءات الاسرائيلية بشتى المراحل والاماكن والزمان. هو الشهيد هو المعتقل، هو الخائف هو ضحية العدوان، هو المقاوم بالحجر وهو البطل.