Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
البقشيش...بين "الكرم" و"الكرامة"

كم من مرة وجدت نفسك تدفع مبلغا إضافيا، مجبرا أو عن طيب خاطر، على ثمن وجبتك بمطعم أو فنجان قهوة بمقهى أو أن تقدم ضريبة غير معلنة لصاحب محل يتكرر تبضعك منه..تصرف يحبذه البعض ويبغضه البعض الآخر.

فطريقة التعامل مع البقشيش تكون في بعض الآحيان محرجة، ففي بعض البلدان يعتبر البقشيش نوعاً من أنواع التحقير لكرامة العامل، وفي بلدان أخرى يجب عليك دفع مبلغ من المال للنادل أو العامل في الفندق أو حتى في سيارة التاكسي.

 

العالم في تغير دائم، وتعامل الانسان مع المال يتغير أيضاً، فثقافة البقشيش آخذة في التوسع في العالم حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الفاتورة الأصلية في بلدان لم تكن تؤمن بسياسة البقشيش من قبل، كالصين مثلاً لأنه كان يعتبره مظهراً من مظاهر الرأسمالية في حين يتم التعامل مع البقشيش بنسبة مئوية محددة في بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية.

 

البقشيش اصطلاحاً

تعددت القصص عن البقشيش وعن منشأ الفكرة، فكلمة “بقشيش” هي كلمة تركية تعني الأجر الذي يدفع لمن يؤدي خدمة تافهة، وهي تعني بالإنجليزية TIPS وتساوي To Insure Prompt Service أي لتأمين خدمة سريعة.. وفي المقاهي والحانات الإنجليزية ولدت الفكرة للحصول على أفضل خدمة.

وفي بادئ الأمر كان يعطى البقشيش عند الوصول إلى المكان، وليس عند الخروج منه، فليس هناك أي داع لترك البقشيش بعد الانتهاء من تناول وجبتك، فقد لا تعود إلى هذا المكان أو ذاك قط، ولكن عندما تترك مبلغا من المال للنادل عند دخولك إلى المكان، فسوف تحصل على أفضل خدمة ممكنة.

والبقشيش  ظاهرة ليست بالحديثة عند شعوب العالم إذ يعتبر الإنجليز أول من قدموا لنادلي المطاعم والمقاهي عام 1652 مبلغا إضافيا عن ثمن الوجبة حسب مراجع التاريخ في ثقافات الشعوب
 

وكان السبب وراء انتشار البقشيش بشكل أوسع في مختلف بقاع العالم وبنسبة عالية جداً يعود الى رجال الأعمال والمسافرين الدائمين من الغرب لا سيما الأمريكيين الذين ينتظرون خدمة عالية الجودة مقابل مالهم، لدرجة أن أميركا ترتكز بصفة رئيسية في نمو اقتصادها على البقشيش الذي يشكل حوالي 26 مليار دولار سنوياً.

أما في بلداننا العربية، فلا يعتبر البقشيش اجبارياً، إنما يعتبر نوعاً من الذوق والمجاملة، ففي السعودية مثلاً لا توجد قاعدة محددة للبقشيش، ويعرفها فقط المسافرون الدائمون وإنما لا يتبعها كل أهل البلد، ونفس الشيء ينطبق على الشعب المغربي واللبناني، فلا يوجد التزام محدد بالبقشيش انما يعتبر نوعاً من أنواع التقدير.

 

البقشيش والشرع

ويعتبر البقشيش غير محرم شرعا لأنه يقدم الى العمل بالتراضي بين الطرفين وهو عبارة عن إكرامية يقدمها الزبون الى قدمها ، لشكره ودعمه على حسن الضيافة  التي قدمها ، موضحا ان الحرمة تقع على الرشوة التي تقدم في الدوائر الرسمية وذلك لتمرير ملف عالق التغاضي  عن بعض الاوراق الغير قانونية مفسرا الرشوة على أنها قلة أمانة بالعمل بعكس البقشيش الذي يعبر عن الرضى بالخدمة المقدمة .

 ان "الإكرامية" تخرج في بعض الأحيان من باب الإستحباب لمافيها من مساعدة للغير بإعطاء جزء من مال الغني للفقير قصد تحقيق التكافل الإجتماعي لدائرة الحرام إن كان تقديم هذه النقود للعامل قصد الظفر بمعاملة أحسن أو للتعجيل في المعاملة إذ يتسبب ذلك في عدم العدل وتدفع العامل للتفريق بين من يقدم ومن لايقدم الإكرامية عند تأدية عمله، فالأصل في الإكرامية هو الإستحباب إن إقترن بنية طيبة صالحة، أو أنه مباح إن لم يقترن بنية إلا أن 'الإكرامية' تصير حراما إن اقترنت بمانع شرعي وفي الأغلب هو عدم العدل

 

عمال يجعلون منها راتبا شهريا إضافيا.. 

فكرة البقشيش في المجتمعات النامية تعود لتدني مستوى الدخل عند الفرد، حيث يسعى الى زيادة دخله عن طريق كل ما هو متاح له بالشكل القانوني.

وأحد هذه الوسائل التي لجأ لها الإنسان، هي البقشيش، التي تحولت لاحقاً الى ثقافة في المطاعم والفنادق وبعض الأماكن العامة الأخرى، وكل ذلك يرجع لسوء الأحوال الإقتصاديه لدى الفرد، وكذلك أحد الأسباب المهمة هي النزعة الاستهلاكية  عند الفرد والذي يعززه بشكل كبير الإعلام بمختلف وسائله، فيسعى الفرد الى البحث عن أي طريقة لزيادة دخله. فأصبحت الإكرامية كسد للنقص والحاجة لدى الطبقات الفقيرة والمتوسطة.

الا أنه وصل الحال بنا في عالمنا العربي لمرحلة الاستخفاف بالزبون في حال امتنع الأخير عن ترك البقشيش، فتتم معاملته بطريقة ليست بمتساوية كباقي الزبائن بالإضافة الى عدم إعطائة الخدمة المطلوبة على أكمل وجه، على الرغم من أن العامل يقوم بعمله ويأخذ أتعابه من المؤسسة التي يعمل بها.

كيفية التعامل مع "البقشيش" في دول العالم

ففي أمريكا بدأ البقشيش باجتياح البلاد بعد الحرب الأهلية، وأدت الفكرة إلى نشوب العديد من المشاكل في الأوساط الشعبية، فلاقت معارضة كبرى من قبل عديد من الأشخاص الذين رأوا في البقشيش مذلة وتحقيرا للعامل، وهذا الشعور يؤدي إلى الطبقية.. غير أن البقشيش انتصر في نهاية المطاف على النظريات الأخلاقية وتابع مشواره، بل أصبح اليوم في أمريكا من ضمن “الإتيكيت” الأمريكي في المطاعم والفنادق.. وقد تصل نسبة البقشيش إلى 25 في المئة من قيمة الفاتورة الإجمالية بعد أن كانت 10 في المئة في الماضي. كما توجد لافتات صغيرة توضع في معظم المطاعم، تقول: Tipping is not a city in China وهذا يعني أن “البقشيش ليس مدينة في الصين”، وهذا يكفي ليعلمك أن البقشيش إجباري وليس اختياريا.

وفي بريطانيا ينتظر منك أن تترك قيمة 10 في المئة من قيمة الفاتورة. الغريب في الأمر، أن هناك فكرة عن البريطانيين بأنهم بخلاء، لأنهم لا يتركون بقشيشا ذا قيمة، في حين أن بريطانيا كانت أول دولة أوجدت فكرة البقشيش في العالم.وإذا كانت أمريكا ملكة البقشيش، فيمكن القول إن بريطانيا تقع في منتصف الطريق بالنسبة للدفع، لأن إيسلاندا ونيوزيلاندا واليابان بلدان تجد في البقشيش عيبا كبيرا ومشينا.

 

الصفحة الثقافية

إيمان شلالة

17-2-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع